281

الأدب النبوي

الناشر

دار المعرفة

رقم الإصدار

الرابع

سنة النشر

١٤٢٣ هـ

مكان النشر

بيروت

تصانيف

حازما ناقدا متدبرا في أحوال أعوانه، لأن المصيبة إنما تدخل على الحاكم المأمون من قبوله قول من لا يوثق به، فمتى كان ذلك عصمة الله بمشيئته من الزلل، وأمنه العثرات.
هذا وقد يقال إن هذا التقسيم لا يمكن انطباقه على النبي ﷺ لأنه وإن جاز عقلا أن يكون فيمن يتودد إلى الرسول ﷺ ويكون من بطانته من هو من أهل الشر فلا يتصور منه أن يصغي إليه ويعمل بقوله لوجوب العصمة للرسول.
والجواب: أن في نهاية الحديث الإشارة إلى سلامة النبي ﷺ من ذلك وهي قوله: «فالمعصوم من عصمه الله تعالى» .
وفي معنى الحديث ما روي عن عائشة رضي الله تعالى عنها عن النبي ﷺ: «من ولي منكم عملا فأراد الله به خيرا جعل له وزيرا صالحا، إن نسي ذكره، وإن ذكر أعانه» .
١٢٢- باب: ثواب الخوف من الله وصدقة السر
عن أبي هريرة ﵁ عن النبي ﷺ قال: «سبعة يظلّهم الله يوم القيامة في ظلّه يوم لا ظلّ إلّا ظلّه. إمام عادل، وشاب نشأ في عبادة الله، ورجل ذكر الله في خلوة ففاضت عيناه، ورجل قلبه معلّق في المساجد، ورجلان تحابّا في الله اجتمعا عليه وتفرّقا عليه، ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال إلى نفسها، فقال إنّي أخاف الله، ورجل تصدّق بصدقة فأخفاها، حتى لا تعلم شماله ما صنعت يمينه» . [رواه البخاري ومسلم «١» بترتيب وألفاظ مختلفة] .
الشرح:
يذكر الرسول ﵊ في هذا الحديث ما أعده الله ﷾ لسبعة من عباده المؤمنين الذين صفت عقيدتهم وزكت نفوسهم وراقبوا الله في سرهم وعلانيتهم وصدروا في جميع أعمالهم عن رهبة منه وخوف وطمع، فهم يوم

(١) رواه البخاري في كتاب: الزكاة، باب: الصدقة باليمين (١٤٢٣) . ورواه مسلم في كتاب: الزكاة، باب: فضل إخفاء الصدقة (٢٣٧٧) .

1 / 285