============================================================
كتاب أدب الملوك في بيان حقاثق التصوف المريدين عليه وقلة مبالاتهم به، فإذا رأيت يا أبا إسحق المريد ينطق بين يدي السفير والسفير يحتمل فاعلم أن البركة عند ذلك قد رفعت، وعلى الدنيا الدبار، قال : فلا أدري آأرض ابتلعتهن آم سماء اقتلعتهن، فبقيب أبا في ذلك الوادي أربعين يوما، فما رأيت ولم يخطر في الأربعين يوما على سري ذكر طعام ولا شراب ولا نعست فيه، وكان الوادي بجتب بادية الكوفة قفرا لا آنيس بها ، قال : فلما كان بعد صبيحة الأربعين، حضرت الحيات وسلمن علي فرددت عليهن السلام ، فقالت المتكلمة منهن : يا أبا إسحق هل فطنت أنك كنت ضيفنا هذه الأربعين يوما؟ فإيي سألت مولاي عز وجل أن يذيقك من بعض غذاء الصديقين، وأنا أستودع الله سرك، وكان في فيها نرجسة فناولتنيها وغين عني، وأنا متحسر على فراقهن ، قال أبو إسحق : فما زلت في الأربعين يوما أجد في حلقي لذة وأجد شبعا وأجد رائحة كل عطر كأن الوادي يفوح مسكا، فهذا أول ما أراني الله عز وجل من الآيات .
ثم للصوفية في التوكل أوقات وضرورات ولهم حكايات جرت عليهم في أحوالهم، 12 وأراهم الله عز وجل بعد صحة يقينهم في التوكل ما ازدادوا = به يقينا ومعرفة، وقد قال الخواص : من خاف من شيء سوى الله فقد خرج من التوكل ، وقال : المتوكل إن دخل البادية فرأى الأسد قد أقبل من خلفه فوضع يده على عاتقه ليقتله فنظر إلى خلفه خرج من التوكل ، وللخواص في التوكل كتاب يحكي فيه رسوم التوكل وحقائقه وترتيبه.
والتوكل لأهل التوكل : قال الله عز وجل : وعلى الله فليتوكل المتوكلون}، (43) وقال سهل بن عبد الله : التوكل من ثلاثة أصناف : صنف يأكلون من حسناتهم ، وصنف يأكلون من إيمانهم ، وصنف الله يطعمهم ويسقيهم ، فالوفية مخصوصة بالتوكل لوافقة محبة الله عز وجل، قال الله تعالى: { إن الله يحب المتوكلين) .
6) المتكلمة : المتكلم ض 20) إن الله : والله ص .
17) القرآن الكريم 12/14.
8166. 29a0118) قارن 291-265 20) القرآن الكريم 159/3.
ن . ..
صفحة ٣٩