============================================================
كتاب أدب الملوك في بيان حقائق التصوف الدنيا ليزيل بذلك تعبد الناس ويسقط من عيونهم، ليكون لله عز وجل خالصا، فحين اظهر اللباس بشرطها نفى (28) رؤية الرائين وصار يعبد ربه بالإخلاص وترك الالتفات 3 إلى غيره.
وأما من لبسه بشرط الحقيقة فالذي لبسه بموافقة وقته ورضا سره وطيبة قلبه وهجران نفسه، وذلك آنه حين أشار إلى حقيقة الوجد فلبس الصوف بموافقة الحال، وانزجر من 6 لباس أهل الغرة والغفلة بزجر الغيرة وحقائق الطوية، لم يرض آن يكون لباسه بخلاف وجده فوافق عليه سره.
فحين لبس الصوف واستأنس بلباسه إذ كان لياس المحزونين، ووجود الآلام من 9 مرارات الأمور الموجعة ، فإن لاحظ حقائقها وجدها تشتكي من مرارة البين والفراق، وإن نظر إلى قلبه رآه محزونا مغموما مما أوردت عليه حقائق سره، وإن نظر إلى نفسه رآها نحيلة نحيفة ذائبة جلدة رقيقة ملتزقة بالعظم من مواريث ما في القلب، ثم نظر إلى 12 لباسه الذي لبسه بشرط الحقيقة فرآه موافقا لجميع أحواله، فهذا حقيقة لباس الصوفية، وما خفي من حقائقهم اكثر ولا يمكن أن يحصر.
(2) باب زينة الصوفية وأما زينة الصوفية فالمرقعة تزينوا بها لموافقة السنة أولا ، إذ النبي تزين بها ولبسها، فإنه يروى عن أبي حازم عن سهل بن سعد قال : حكت لرسول الله حلة 18 من أنماط صوف أسود وجعل لها حواشي من صوف أبيض، وخرج رسول الله } إلى المجلس فضرب بيده على فخذه وقال : ألا ترون حلتي ما آحستها! قال، فسألها أعرابي فوهبها منه.
2 فالمرقعة لباس الأبدال والأوتاد والصديقين، وللصوفية في معنى المرقعة إشارات، 2) نفى : انفى ض4) لسه: لبس ض10) اوردت : اورد ض11) رآها: رآه ص جلدة: جلد ص [ رقيقة : رقيقا ص] ملترقة : ملترقا ص.
17) 20) قارن المعجم الفهرس 444/3.
اده ع
صفحة ٢٦