============================================================
كتاب أدب الملوك في بيان حقائق التصوف (2 باب حقائق الصوفية فأما حقيقة الصوفية فالزهد، وله ظاهر وباطن وحقيقة، فظاهر الزهد الاعراض عن الدنيا ولذاتها والاجتناب عن غوائلها وأسبابها ، وباطن الزهد إفراد الهمة وتجريد القلب والزهد فيما يشغل عن الله تعالى ، فالصوفية اختاروا الزهد إذ أعلم الله عز وجل 6 الخلق أن الدنيا لعب ولهو ؛، فقال عز وجل: إنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكائر في الأموال والأولاد} ، فدل ذلك على ذم الدنيا والراغبين فيها ، والدليل علي ذمه في آخر الآية ما ضربه لها مثلا، فقال عز وجل: ( كمثل غيثه
9 أعجب الكفار نباته ثم يهيج فتراه مضفرا ثم يكون حطاما وفي الآخرة عذاب شديد، فذم الراغبين فيها، (18) والرهد ضد الرغبة فاستوجب الزاهد فيها المدحة، فمن زهد في الدنيا عمل للآخرة، فحرث الآخرة بالزهد في الدنيا ، وحرث الدنيا بالزهد 12 في الآخرة، قال الله عز وجل: من كان يريد حرث الآخرة نزذ له فى حريه ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها وماله في الآخرة ين نصيب} ، فلو لم يكن في ذم الراغبين في الدنيا غير هذه الآية لكفى بها ، وقد حذر النبي من الدنيا بقوله : 15 احذروا هذه السحارة، فهي آسحر من هاروت وماروت، قد قال النبي : لا تتخذوا الضيعة فترغبوا في الدنيا ، ويروى عن أبي موسي الأشعري عن النبي أنه قال : من أحب دنياه أضر بآخرته ، ومن أحب آخرته أضر بدنياه ، فائروا ما يبقى على 18 ما يفنى ! وعن عبد الله بن مسعود ، قال : قال النبي : من أشرب قلبه حب الدنيا التاط بثلاث : شقاء لا ينفد عناه، وجرص لا يبلغ غناه ، وأمل لا يبلغ منتهاه، والدنيا طالبة ومطلوية، فمن طلب الدنيا طلبته الآخرة حتى يأتيه الموت فيأخذه بعنقه، ومن 2 طلب الآخرة طلبته الدنيا حتى يستوفي منها رزقه، فالزهد في الدنيا راحة البدن وخفة 6) - 7) القرآن الكريم 20/57.
8)0) القرآن الكريم 20/57.
12)- 13) القرآن الكريم 20/42.
15) 10) العجم الفهرس 275/2.
17) 18) المعجم الفهرس 497/3 ..
صفحة ١٦