باب
وإذا نظرت في حال من ترتئيه لإخائك ، فإن كان من إخوان الدين فليكن فقيها غير مراء ولا حريص ، وإن كان من أخوان الدنيا فليكن حرا ليس بجاهل ولا كذاب ولا شرير ولا مشنوع . فإن الجاهل أهل أن يهرب منه أبواه ، وإن الكذاب لا يكون أخا صادقا . لأن الكذب الذي يجري على لسانه إنما هو من فضول كذب قلبه ، وإنما سمي الصديق من الصدق . وقد يتهم صدق القلب وإن صدق اللسان . فكيف إذا ظهر الكذب على اللسان ؟ وإن الشرير بمكسبك العدو . ولا حاجة لك في صداقة تجلب العداوة وإن المشنوع شانع صاحبه .
صفحة ٧٩