إن رأيت صاحبك مع عدوك فلا يغضبنك ذلك ، فإنما هو أحد رجلين : إن كان رجلا من أخوان الثقة فأنفع مواطنه لك أقربها من عدوك لشر يكفه عنك ، أو لعورة يسترها منك ، أو غائبة يطلع عليها لك ، فأما صديقك فما أغناك أن يحضره ذو ثقتك .
وإن كان رجلا من غير خاصة إخوانك فبأي حق تقطعه عن الناس وتكلفه ألا يتصاحب ولا يجالس إلا من تهوى ؟ تحفظ في مجلسك وكلامك من التطاول على الأصحاب ، وطب نفسا عن كثير مما يعرض لك فيه صواب القول والرأي ، مداراة لئلا يظن أصحابك أن دأبك التطاول عليهم .
باب
إذا أقبل إليك مقبل بوده فسرك ألا يدبر عنك ، فلا تنعم الإقبال عليه والتفتح له ، فإن الإنسان طبع على ضرائب لؤم . فمن شأنه أن يرحل عمن لصق به ويلصق بمن رحل عينه إلا من حفظ بالأدب نفسه وكابر طبعه .
فتحفظ من هذا فيك وفي غيرك .
صفحة ٧٣