وقال العلاء بن زياد: قلت للحسن: رجلان تفرغ أحدهما للعبادة، واشتغل الآخر بالسعي على عياله، أيهما أفضل؟ فقال الحسن: ما اعتدل الرجلان، الذي تفرغ للعبادة أفضل وأحسن صنعا.
وكان يقول: إذا رأيت في ولدك ما تكره، فاستعتب ربك، وتب إليه؛ فإنما ذلك شيء أردت به أنت.
قوله -رحمه الله-: فاستعتب ربك؛ أي: راجعه وتب إليه، واستغفره ذنوبك.
وكان يقول: إذا أظهر الناس العلم، وضيعوا العمل، وتحابوا بالألسن، وتباغضوا بالقلوب، وتقاطعوا في الأرحام، لعنهم الله -جل ثناؤه- فأصمهم وأعمى أبصارهم.
وسأله رجل عن الغيبة ما هي، وما يوجبها؟ فقال: هي -والله- عقوبة الله -عز وجل - يحلها بالعباد إذا عصوه، وتأخروا عن طاعته.
وقيل له: يا أبا سعيد! من أين أتي على الخلق؟
قال: من قلة الرضا عن الله -عز وجل-.
فقيل له: فمن أين دخل عليهم قلة الرضا عن الله -عز وجل-؟
فقال: من جهلهم بالله، وقلة المعرفة به.
وكان يقول: هجران الأحمق قربة إلى الله، ومواصلة العاقل إقامة لدين الله، وإكرام المؤمن خدمة لله، ومصارمة الفاسق عون من الله.
وكان يقول: لا تكن شاة الراعي أعقل منك؛ تزجرها الصيحة، وتطردها الإشارة.
صفحة ٥٩