ثم ذهب من الليل أكثره، فأخذتني غشية وأنا بين اليقظان والنائم، ثم أتاني آت فقال: قم وصل ركعتين، وقل مثلما أقول: يا من لا يشغله شأن عن شأن، يا من أحاط علمه بما ذرأ وبرأ، أنت عالم بخفيات غيوب الأمور، ومحصي وساوس الصدور، وأنت بالمتكبر الأعلى، وعلمك محيط بالمنزل الأدنى، تعاليت علوا كبيرا، يا مغيث أغثني، وفك أسري، واكشف ضري، فقد نفد الصبر.
فقمت فتوضأت في الحال، وصليت ركعتين، وتلوت ما سمعته لم يختل علي منه كلمة واحدة، فلم أتم القول حتى سقط القيد من رجلي، ونظرت أبواب السجن فرأيتها قد فتحت، فقمت وخرجت ولم يعارضني أحد، فأنا والله طليق الرحمن.
صفحة ١٣٥