أدب العرب: مختصر تاريخ نشأته وتطوره وسير مشاهير رجاله وخطوط أولى من صورهم
تصانيف
بين المعلقتين:
الشعراء وخصوصا الشباب، يفضلون معلقة ابن كلثوم لحماستها ورنتها وسهولة فهمها وقوة نفسها الشعري، واستيفاء كل معاني الموضوع بلا ضجر ولا ملل.
أما الخطباء، فيفضلون معلقة الحارث بن حلزة على كل معلقات العرب لحججها وبراهينها القاطعة. وبكلمة نقول: إن الحارث أدهى من عمرو بن كلثوم، فاستطاع بمداورته أن يستميل الملك ويوقفه في صف قبيلته، فكان ما كان بينه وبين عمرو بن كلثوم «إن صدقت الرواية».
ولا بد من كلمة أخرى بشأن معلقة الحارث، فهي أمتن وأرصن من أختها الكلثومية. (2-7) عنترة
نسبه:
عنترة بن عمرو بن شداد العبسي، من الشعراء الفرسان، أحد أغربة الجاهلية؛ وهم: خفاف بن ندبة، وأبو عمر بن الحباب، وسليك بن السلكة. أبوه سيد عبسي، وأمه أمة حبشية. نشأ عبدا كعادة العرب في أبناء الإماء، وقد حررته شجاعته كما يروي لنا الرواة. كان بطل حرب داحس والغبراء، ومات بعد أن عمر طويلا.
في شعر عنترة إشارة إلى كل ما يرويه الرواة عنه، ولهذا يشك في صحة نسبة كل هذا الشعر إليه، فهو يخبرنا في هذا الشعر عن عبوديته وعن فروسيته وعن سواده.
إننا إلى الشك أميل في هذا الشعر، فهو موضوع مع القصة المعروفة باسم «عنترة»، والقصة من إنتاج أقلام القرن الرابع كما سنتكلم عن ذلك حين ندرس القصة في الأدب العربي.
شعره:
سهل اللفظ بالنسبة للجاهليين، منسجم التركيب فخم، رنان الأسلوب، بعيد عن الكلام الوحشي، جليل الوصف، رقيق الغزل عفيفه، وقد قيل إن النبي
صفحة غير معروفة