أدب العرب: مختصر تاريخ نشأته وتطوره وسير مشاهير رجاله وخطوط أولى من صورهم
تصانيف
وصف صحيح، تشابيه مبتكرة، مطابقة للواقع لم يسبق إليها ولم يلحق بها، فقلما خلا بيت من تشبيه ووصف معا. (3)
قوة التصرف بالمعنى الواحد، فيكون المعنى حسب المقام، فلا يمل بالإسهاب كطرفة ولبيد بوصف الناقة، ولا يخل الإيجاز. (4)
فيها بعض ألفاظ ينفر منها السمع، وقد تجاوز حدود اللياقة والكياسة ببعض تعابير وأوصاف فكان كلامه فيها من نوع الأدب العاري. (5)
فيها وصف خمسة أشياء: النساء، الليل، الخيل، الصيد، المطر وما يتخلله ويعقبه ... إلخ.
وبكلمة مختصرة نقول: لو قام الشعر بالوصف والتشبيه فقط لكانت خير الشعر. (2-2) طرفة بن العبد
سيرته:
طرفة بن العبد، شاعر بكري من ربيعة، أقصر فحول الشعراء الجاهليين عمرا، وأجودهم طويلة، وأوصفهم للناقة.
طواه الردى في ميعة الشباب، سماه المتقدمون: «ابن العشرين»؛ لأنه مات في تلك السن، أو ما يناهزها.
يروى أنه نادم النعمان، ومنهم من قال عمرو بن هند، مع خاله المتلمس، ثم توترت العلاقات بينهما لأسباب لا تهمنا معرفتها، فسلم النعمان كلا منهما رسالة إلى عامله في البحرين، فأخذا الكتابين معتقدين أن فيهما جائزة أو صلة، فإذا الأمر بالعكس؛ لأن المتلمس شك فأقرأ كتابه غلاما من الحيرة، فإذا فيه أمر بالقتل. فألقى المتلمس كتابه في النهر وهرب إلى الشام. وفي صحيفة المتلمس يضرب المثل وقد قال الشاعر فيه:
ألقى الصحيفة كي يخفف رحله
صفحة غير معروفة