أدب العرب: مختصر تاريخ نشأته وتطوره وسير مشاهير رجاله وخطوط أولى من صورهم
تصانيف
الدولة الثالثة:
الغساسنة، عاصمتهم دمشق والبلقاء، يخضعون للروم خضوع المناذرة للفرس، «أشبه شيء بالانتدابات التي كانت عندنا».
الإمارات:
أما الإمارات فعديدة؛ منها: كندة وتغلب وبكر وعبس وغيرهم. وكانت الإمارة تتناول أكثر من قبيلة.
كانت هذه الدويلات والإمارات عربية في أخلاقها وعاداتها ولغتها، أما ميولها فلم تكن عربية بحتة. كان المناذرة ميالين للفرس، والغساسنة للروم، وكانوا في شقاق مستمر ونزاع دائم، فضعفوا ولم يستطيعوا مقاومة جيوش المسلمين عند امتداد موجة الفتح الأولى.
حالة العرب الاجتماعية ونظمهم:
عاشوا متفرقين قبائل، لا تربطهم جامعة النسب، بل العصبية للقبيلة ضلت أم أصابت. يندغم الفرد بقبيلته حتى يكاد لا يشعر بذاتيته المستقلة؛ قبيلتهم أمة، وأسرتهم طائفة. تتألف القبيلة من الأسرة، رأس الأسرة الأب، فالكبير من الذكور يئد بناته وينتقي من أبناء أمته إذا شاء، وللزوجة المحل الثاني في الأسرة، يجلها الزوج وينتسب إليها الابن انتسابه إلى أبيه، تشارك الرجل في شئون الحياة كافة، فهي إلى الرجل أقرب منها إلى المرأة.
أما رأس القبيلة فقيدومها الممتاز، ثم صارت الإمارة في بيوت خاصة كولاية العهد، وأمير القبيلة سيدها الآمر المطلق، وهو القاضي والحاكم، وإليه يرجعون في شئونهم حسب عرفهم وتقاليدهم المرعية - هذا ما يعرف بحكم العشائر حتى يومنا هذا - إذن لا حكومة مسيطرة على العرب - ما عدا المتحضرين منهم - ولا يطالب بحقوق الفرد غير قبيلته.
وعلاقات القبائل ببعضها عدائية أكثر منها ولائية؛ غزو دائم وغارة مستمرة، إذا لم تجد القبيلة من تغزوه غزت بعضها؛ كقول القطامي:
وأحيانا على بكر أخينا
صفحة غير معروفة