أدب القاضي
محقق
جهاد بن السيد المرشدي
الناشر
دار البشير
الإصدار
الثانية
سنة النشر
١٤٤٤ هجري
مكان النشر
الشارقة
تصانيف
قَضَاءً لِلْغَرِيمِ، وَلَا يَقْبَلُ قَوْلَ الإِبْنِ أنَّ هَؤُلَاءِ إِخْوَتُهُ بَعْدَ مَا ثَبَتَ الدَّيْنُ عَلَى أَبِيهِ إِذَا كَانُوا أُولَئِكَ لَا يُعْرَفُونَ إِلَّا بِقَوْلِهِ، وَلَوْ بَدَأَ حِينَ سَأَلَهُ الْقَاضِي عَنِ الدَّيْنِ فَقَالَ بَدْءًا: هَؤُلَاءِ إِخْوَتِي وَلَهَذَا الرَّجُلِ عَلَيَّ دَيْنٌ أَلْفُ دِرْهَمٍ، وَقَدَ تَرَكَ أَبِي هَذِهِ الْأَلْفَ. فَالَّذِي يَجِبُ أَنَّ هَؤُلَاءِ قَدْ صَارَ لَهُمْ حَقَّهُمْ فِي [ق/ ٢٧ب] الْأَلْفِ الَّتِي ذَكَرَ أَنَّ أَبَاهُ تَرَكَهَا قَبْلَ أَنْ يَثْبُتَ الدَّيْنُ عَلَى أَبِيهِ، فَإِنْ كَانُوا كِبَارًا سَأَلَهُمْ الْقَاضِي عَنْ دَعْوَى الرَّجُل، فَإِنْ أَقَرُّوا بِمِثْل مَا أَقَرَّ بِهِ هَذَا، كَانَتْ الْأَلْفُ قَضَاءً لِلْغَرِيمِ، وَإِنْ أَنْكَرَ مَا ادَّعَىَ الْغَرِيمُ جَازَ عَلَى عِلْمِهِمْ، وَأَخَذُوا حِصَصَهُمْ مِنَ الْأَلْفِ كَانَتْ حِصَّةُ الْمُقِرِّ فِيهَا لِلْغَرِيمِ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
٢٧ - بَابُ مَنْ (قال:)(١) تُقْبَلُ البَيِّنَةُ بَعْدَ اليَمِينِ
١٩٢- قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو سُلَيْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ الْحُسَيْنِ، عَنْ أَبِي يُوسُفَ، عَنِ الْأَشْعَثِ، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ سِيرِينَ، عَنْ شُرَيْحِ أَنَّهُ قَالَ: الْيَمِينُ الْفَاجِرَةُ أَحَقُّ أنْ تُرَدَّ مِنَ الْبَيِّنَةِ الْعَادِلَةِ(٢).
(١) ليس في (خ).
(٢) أخرجه ابن سعد في (الطبقات) [١٣٦/٦]، وأخرجه البخاري معلقًا في (الجامع الصحيح) قبل حديث [٢٦٨٠] قال: وَقَالَ طَاؤُوس، وَإِبْرَاهِيمُ، وَشُرَيْحُ: البَيِّنَةُ العَادِلَةُ أَحَقُّ مِنَ الْيَمِينِ الفَاجِرَةِ.
قال ابن حجر في (فتح الباري) [٥/ ٢٢٨]: أَمَّا قَوْلُ طَاؤُوس وَإِبْرَاهِيمَ فَلَمْ أَقِفْ عَلَيْهِمَا مَوْصُولَيْنِ وَأَمَّا قَوْلُ شُرَيْحِ فَوَصَلَهُ البَغَوِيُّ فِي الجعدياتِ من طَرِيق بن سِرِينَ عَنْ شُرَيْحِ قَالَ مَنِ ادَّعَى فَضَائِيّ فَهُوَ عَلَيْهِ حَتَّى يَأْتِيَ بِبَيِّنَةِ الْحَقُّ أَحَقُّ مِنْ يُّمِينٍ فَاجِرَةٍ. وكذا في (تغليق التعليق) [٣٩٣/٣] لم يذكر إسنادًا لإبراهيم وطَاؤُوس.
وقال البيهقي في (السنن الكبرى) [٣٠٧/١٠]: رُوِيَ ذَلِكَ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ
155