128

أدب القاضي

محقق

جهاد بن السيد المرشدي

الناشر

دار البشير

الإصدار

الثانية

سنة النشر

١٤٤٤ هجري

مكان النشر

الشارقة

الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ الطَّالِبُ الْمُدْرِكُ الَّذِي يَعْلَمُ مِنَ السِّرِّ مَا يَعْلَمُ مِنَ الْعَلانِيَةِ مَا لِفُلانٍ هَذَا عَلَيْكَ وَلَا قِبَلَكَ هَذَا الْمَالِ الَّذِي ادَّعَاهُ وَهُوَ كَذَا وكَذَا وَلَا شَيْءٌ مِنْهُ. وَلَا يَسْتَحْلِفُهُ مَا اسْتَقْرَضْتَ مِنْهُ هَذَا الْمَالَ الَّذِي ادَّعَاهُ وَلَا غَصَبْتَهُ وَلَا أَوْدَعَكَ، وَلَكِنْ يُحَلِّفُهُ فِي الْوَدِيعَةِ بِاللهِ مَا لَهُ هَذَا الْمَالَ الَّذِي ادَّعَى فِي يَدَيْكَ وَدِيعَةً وَلَا شَيْءٌ مِنْهُ وَلَا لَهُ قِبَلَكَ حَقٌّ مِنْهُ؛ لِأَنَّهُ إِنْ كَانَ اسْتَهْلَكَهُ فَقَدْ لَزِمَهُ ضَمَانُهُ.

وكَذَلِكَ كُلُّ مَا ادَّعَى الْمُدَّعِي مِنْ مَالٍ فِي ذِمَّةِ الْمُدَّعَى عَلَيْهِ أُحَلِّفُهُ عَلَى مَا وَصَفْتُ لَك، فَإِنِ ادَّعَى قِبَلَهُ ضَيْعَةً أَوْ دَارًا أَوْ عَقَارًا قَالَ لَهُ: سَمِّ مَا تَدَّعِي وحَدَّهُ، وسَمِّ مَوْضِعَهُ وَبَلَدَهُ. لَمْ يُحَلَّفْهُ بِاللهِ مَا هَذِهِ الضَّيْعَة وَلَا هَذِهِ الدَّارِ الَّتِي سَمَّى وحَدَّ لِفُلانِ بْنِ فُلانٍ هَذَا فِي يَدَيْكَ وَلَا شَيْئًا مِنْهَا وَلَا لَهُ قِبَلَكَ حَقٌّ مِنْهَا وَلَا بِسَبَبِهَا.

وكَذَلِك إنِ ادَّعَى جَارِيَةً أَوْ غُلامًا أَوْ عَرَضًا مِنَ الْعُرُوضِ مِمَّا يُنْقَلُ وَيُحَوَّلُ وَأَحْضَرَهُ الْقَاضِي، حَلَفَ الْمُدَّعَى عَلَيْهِ بِاللهِ مَا هَذَا الْغُلامُ لِفُلانِ بْنِ فُلانٍ هَذَا، وَلَا شَيْءٌ مِنْهُ، فَإِنِ ادَّعَى عَرَضًا مِنَ الْعُرُوضِ مِثْلَ جَارِيَةٍ أَوْ عَبْدٍ أَوْ دَابَّةٍ أَوْ ثَوْبِ، وَذَلِكَ مُغَيَّبٌ عَنِ الْقَاضِي، وأرَادَ اسْتِحْلَافَهُ عَلَيْهِ، فَإِنَّ الْقَاضِي يَقُولُ لِلْمُدَّعِي: سَمِّ الْجَارِيَةَ الَّتِي تَدَّعِي، وانْسُبْهَا إِلَى جِنْسِهَا، وسَمِّ قِيمَتَهَا، حَتَّى يَسْتَحْلِفَهُ عَلَى ذَلِكَ، لَكِنْ إِنْ نَكَلَ عَنِ الْيَمِينِ أَلْزَمْتُهُ الْقِيمَةَ، فَإِذَا سَمَّى ذَلِكَ حَلَّفَهُ بِاللهِ مَا لِفُلانِ بْنِ فُلانٍ هَذَا فِي يَدَيْكَ هَذِهِ الْجَارِيَة الَّتِي ذَكَرَ وَلَا شَيْءٌ مِنْهُ، وَلَا هِيَ لَهُ عَلَيْكَ وَلَا قِبَلَكَ وَلَا قِيمَتُهَا الَّتِي سَمَّى، وَهَذَا كَذَا وكَذَا، وَلَا شَيْءٌ مِنْ قِيمَتِهَا؛ لِنَّهُ يُخْرِجُهَا مِنْ يَدَيْهِ بِاسْتِهْلاكٍ فَيَكُونُ عَلَيْهِ قِيمَتُهَا، أَوْ تَكُونُ قَبْلَهُ مُغَيَّبَةٌ، فَيَكُونُ عَلَيْهِ رَدُّهَا(١)، وَهُوَ قَوْلُ مُحَمَّدِ بنِ الْحَسَنِ.

(١) [ق/ ١٦ أ] من (خ).

124