أدب القاضي
محقق
جهاد بن السيد المرشدي
الناشر
دار البشير
الإصدار
الثانية
سنة النشر
١٤٤٤ هجري
مكان النشر
الشارقة
تصانيف
الْأَعْمَشِ، عَنْ شَقِيقِ قَالَ: قِدِمَ مُعَاذٌ مِنَ الْيَمَنِ بِرَقِيقٍ فِي زَمَنِ أَبِي بَكْرٍ فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: ادْفَعْهُمْ إِلَى أَبِي بَكْرٍ. فَقَالَ مُعَاذٌ: وَلِمَ أَدْفَعُ إِلَيْهِ رَقِيقِي؟ فَانْصَرَفَ إِلَى مَنْزِلِهِ وَلَمْ يَدْفَعْهُمْ، فَنَامَ لَيْلَتَهُ ثُمَّ أَصْبَحَ مِنَ الْغَدِ فَدَفَعَهُمْ إِلَى أَبِي بَكْرٍ فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: مَا بَدَا لَكَ؟ قَالَ: رَأَيْتُ فِيمَا يَرَى النَّائِمُ كَأَنِّي أُوتَى نَارًا أَهْوِي فِيهَا (١)، فَأَخَذْتَ بِحُجْزَتِي فَمَنَعْتَنِي مِنْ دُخُولِهَا، فَظَنَنْتُ أَنَّهُمُ الرَّقِيقَ. قَالَ أَبُو بَكْرٍ: هُمْ لَكَ. فَلَمَّا انْصَرَفَ إِلَى أَهْلِهِ قَامَ يُصَلِّي فَرَآهُمْ يُصَلُّونَ خَلْفَهُ قَالَ: لِمَنْ تُصَلُّونَ؟ قَالُوا: لِلَّهِ. قَالَ: اذْهَبُوا فَأَنْتُمْ لِلَّهِ عزوجل (٢).
١٢٥- عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي حُمَيْدِ السَّاعِدِيِّ: أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ اسْتَعْمَلَ ابْنَ اللَّتْبِيَّةِ عَلَى صَدَقَاتِ بَنِي سُلَيْمٍ فَلَمَّا جَاءَ قَالَ: هَذَا لَكُمْ وَهَذَا أُهْدِيَ لِي. فَقَامَ النَّبِيُّ ﷺ فَخَطَبَ النَّاسَ، فَحَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: «مَا بَالُ رِجَالٍ نُوَلِّيهِمْ أُمُورًا مِمَّا وَلَّانَا اللهُ تَعَالَى، فَيَجِيءُ أَحَدُهُمْ فَيَقُولُ: هَذَا لَكُمْ وَهَذَا أُهْدِيَ لِي، أَفَلَا يَجْلِسُ فِي بَيْتِ أَبِيهِ وَأُمِّهِ حَتَّى تَأْتِيَهُ هَدِيَّتُهُ إِنْ كَانَ صَادِقًا» (٣).
(١) في المصنف: كَأَنِّي إِلَى نَارٍ أُهْدَى إِلَيْهَا. وفي (شرح أدب القاضي) للصدر الشهيد [٢/ ٤٨]: كأني أرى نارًا أهوي فيها.
(٢) أخرجه ابن أبي شيبة في (المصنف) [٢١٩٦١].
(٣) أخرجه البخاري في (الجامع الصحيح) [٦٩٧٩]، ومسلم في (صحيحه) [١٨٣٢]. وسئل الدارقطني عن هذا الحديث فقال: يرويه هشام بن عروة، واختلف عنه؛ فرواه الضحاك بن عثمان، وشبيب بن شيبة، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة ووهما فيه على هشام. والصحيح عن هشام ما رواه الحفاظ عنه، الثوري، وغيره، عن هشام، عن عروة، عن أبي حميد الساعدي، وكذلك رواه الزهري، عن عروة، عن أبي حميد الساعدي. وكذلك رواه أبو الزناد، عن عروة، عن أبي حميد. (العلل) [١٤/ ١٧٩].
106