أدب الاختلاف في الإسلام

طه جابر فياض العلواني ت. 1437 هجري
52

أدب الاختلاف في الإسلام

الناشر

المعهد العالمي للفكر الإسلامي

مكان النشر

فيرجينيا - الولايات المتحدة الأميريكية

تصانيف

حاضرة الدولة وقاعدة الخلافة، وهم حملة رسالة الإسلام ورعيله الأول فيجب أن يكونوا قريبين من الخليفة، أعوانا له على أعبائه، مشاركين إياه في شؤون الأمة كلها. فلما ولي عثمان ﵁ لم ير باسا في أن يسمح لكل من اراد من الصحابة مغادرة المدينة أو يستوطن حيث يشاء من ديار الإسلام، فتفرق فقهاء الصحابة وقراؤهم في الأمصار التي فتحت، والبلدان التي مصرت، فاستوطن المصرين (البصرة والكوفة) ما يزيد عن ثلاثمائة من الصحابة، واقام في مصر والشام عدد منهم. ولقد نقل أن رسول الله ﷺ بعد أن رجع من حنين ترك في المدينة اثني عشر الفا من الصحابة، بقي منهم فيها حتى وفاته عشرة آلاف، وتفرق ألفان منهم في الأمصار (٥٨) . وقد حمل علم وفقه الفقهاء والقراء من الصحابة بعدهم من تلقى عنهم من التابعين، أمثال: سعيد بن المسيب (٥٩) الذي يعتبر راوية عمر وحامل فقهه في المدينة، وعطاء بن أبي رباح في مكة، وطاووس في اليمن، ويحيى بن أبي كثير في اليمامة، والحسن في البصرة، ومكحول في الشام، وعطاء في خراسان، وعلقمة في الكوفة وغيرهم ... وهؤلاء كانوا كثيرا ما يمارسون الفتوى والاجتهاد بمشهد

(٥٨) الفكر السامي (١١/٣١١) . (٥٩) هو سيد التابعين وعالمهم، ولد سنة (١٥ هـ) وتوفي سنة (٩٤ هـ) له ترجمة في مظان كثيرة منها: الطبقات الكبرى لابن سعد (٥/١١٩ ١٢٣) وخلاصة تذهيب الكمال (١٢١) وتهذيب التهذيب (٤/٨٤) وتقريب التهذيب (١/٣٠٥) والبداية (٩/٩٩) كما أفردت ترجمته ومناقبه بمؤلفات خاصة قديمة وحديثة.

1 / 72