أدب الاختلاف في الإسلام

طه جابر فياض العلواني ت. 1437 هجري
47

أدب الاختلاف في الإسلام

الناشر

المعهد العالمي للفكر الإسلامي

مكان النشر

فيرجينيا - الولايات المتحدة الأميريكية

تصانيف

علي ﵁ يقول عنه مروان بن الحكم: «ما رأيت أحدا أكرم غلبة من علي، ما هو إلاّ يوم الجمل فنادى مناديه ... ولا يذفف أي يجهز على جريح» (٥٣) . ويدخل عمران بن طلحة على علّي ﵁، بعدما فرغ من معركة الجمل، فيرحب به ويدنيه ويقول: «إني لأرجو أن يجعلني الله وأباك من الذين قال الله ﷿ فيهم: (ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين) (الحجر: ٤٧) . ثم أخذ يسأله عن أهل بيت طلحة فردا فردا وعن غلمانه وعن أمهات أولاده ... يا ابن أخي كيف فلانة؟ كيف فلانة؟ ويستغرب بعض الحاضرين ممن لم يحظوا بشرف صحبة رسول الله ﷺ، ولم يدركوا ماذا يعني أن يكون الإنسان من أصحاب رسول الله ﷺ، فيقول رجلان جالسان على ناحية البساط: الله أعدل من ذلك، تقتلهم بالأمس وتكونون إخوانا في الجنة؟ فيغضب الإمام علي، ويقول للقائلين: «قوما أبعد أرض الله وأسحقها فمن هو إذا إن لم أكن أنا وطلحة، فمن إذن؟!» (٥٤) . ويسأل بعضهم أمير المؤمنين عليا عن «أهل الجمل» أمشركون هم؟ فيقول ﵁: من الشرك وفرّوا. قال: أمنافقون هم؟ فيقول ﵁: إن المنافقين لا يذكرون الله إلاّ قليلا. فيقال: فمن هم إذن؟ فيقول كرم الله وجهه؛ إخواننا بغوا علينا (٥٥) .

(٥٣) حياة الصحابة (٣/١٢) . (٥٤) طبقات ابن سعد (٣/٢٢٤) وحياة الصحابة (٣/١٣) . (٥٥) أخرجه البيهقي في السنن (٨/١٧٣) .

1 / 67