أدب الاختلاف في الإسلام
الناشر
المعهد العالمي للفكر الإسلامي
مكان النشر
فيرجينيا - الولايات المتحدة الأميريكية
تصانيف
ب ومن امثلته كذلك ما أخرجه ابو داود والحاكم من حديث عمرو بن العاص ﵁، قال: (احتلمت في ليلة باردة في غزة ذات السلاسل (١١) فأشفقت ان اغتسلت ان أهلك، فتيممت ثم صليت بأصحابي الصبح، فذكروا ذلك للنفي ﷺ فقال: «يا عمرو صليت بأصحابك وأنت جنب؟» فأخبرته بالذي (ولا تقتلوا انفسكم ان الله كان بكم رحيما) «النساء ٢٩» فضحك رسول الله ﷺ ولم يقل شيئا» (١٢) .
التأويل وأنواعه:
لسنا بصدد ذكر كل ما اختلف فيه الصحابة على عهد رسول الله ﷺ وبعده بين آخذ بظاهر النص، وبين متدبر ومقلب له على مختلف وجوهه، ومستنبط لشتى المعاني منه، فذلك امر يطول وتقصر دونه المجلدات فضلا عن هذا البحث ذلك لانهم رضوان الله عليهم قد فهموا من تلك الوقائع أن هذا الدين يسر، وأن الشرع متسع للطريقتين ومقر للمنهجين ...
والمجتهدون الحذقة، والفقهاء المهرة هم الذين يجتهدون في بيان
_________
(١١) موضع في مشارف الشام.
(١٢) انظر سنن أبي داود، الحديث (٣٣٤) باب «إذا خالف الجنب البرد» وأخرجه البخاري معلقا انظر فتح الباري (١/٣٨٥) ونيل الأوطار (١/٣٢٤) .
1 / 36