آداب الحوار من خلال سيرة مصعب بن عمير رضي الله عنه

عدنان الجابري ت. غير معلوم
11

آداب الحوار من خلال سيرة مصعب بن عمير رضي الله عنه

الناشر

دار الأوراق الثقافية

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٣٥ هـ

تصانيف

أبي الأرقم ﵁ (١)، فعندما أقبل أسيد بن حضير على مصعب بن عمير ﵄، أخذ مصعب ﵁ يعلمه الإسلام، ويقرأ عليه القرآن، وكان من نتائج ذلك أن أسلم كل من أسيد بن حضير، وسعد بن معاذ ﵄، وبإسلامهما أسلم خلقٌ كثير (٢). وكذلك عَلِم مصعب بن عمير ﵁ بظروف الطرف الآخر وأحواله، وذلك عندما قال له أسعد بن زرارة ﵁: " جاءك والله سيّد مَن وراءه مِن قومه إن يتبعك لا يتخلّف عنك منهم اثنان " (٣). ثانيًا: التدرج والبدء بالأهم: حرص مصعب بن عمير ﵁ في حواره مع الانصار ﵃ على أن يبدأ بالأهم، ويتدرج معهم في الدعوة إلى الله، فعندما كان مصعب بن عمير، وأسعد بن زرارة ﵄ جالسين جاءهما سعد بن معاذ ﵁ فاستقبله مصعب بن عمير ﵁ ثم "عرض عليه الإسلام وقرأ عليه القرآن، قالا: فعرفنا والله في وجهه الإسلام قبل أن يتكلم لإشراقه وتسهّله، ثم قال لهما: كيف تصنعون إذا أنتم أسلمتم ودخلتم في هذا الدين؟ قالا: تغتسل فتطّهّر وتطهّر ثوبيك، ثم تشهد شهادة الحق، ثم تصلّي ركعتين " (٤)، ولعل مصعب بن عمير ﵁ حين عرْضِه للإسلام بيّن محاسنه ورحمته وعدله، وكذلك حرص على قراءة القرآن فهو أهم ما يُبدأُ به عند الدعوة إلى الله ﷿، ثم عندما أراد سعد بن معاذ ﵁ الدخول

(١) ابن سعد: الطبقات الكبرى،٣/ ١١٧. (٢) ابن هشام: السيرة النبوية، ١/ ٤٣٥. (٣) المصدر السابق، ١/ ٤٣٥. (٤) المصدر السابق، ١/ ٤٣٥.

1 / 14