كتاب أداء ما وجب من بيان الوضاعين في رجب
محقق
محمد زهير الشاويش
الناشر
المكتب الإسلامي
رقم الإصدار
الأولى ١٤١٩ هـ
سنة النشر
١٩٩٨ م
عبْد الله أبا نُعيْم الحافظ الأصْبَهَاني فقال مَا هذا نصُّه: قال أبو بكر الخطيب- فيما حكاه ابن طاهِرٍ-: رأيت لأبي نُعيم أشياءَ يتسَاهل فيها مثل إنه يقُول في الإجازة: أخبرنا من غيْر أن يبيّن (١)،
_________
(١) قال الذهبي في "الميزان": "قلت: هذا مذهب يراه أبو نعيم وغيره، وهو ضرب من التدليس". وقال في رسالته "الموقظة" (ق ٧٣/ ١- ٢) .
"ومن التدليس أن يقول المحدث عن الشيخ الذي سمعه - في أماكن لم يسمعها: داقرئ على فلان أخبرك فلان" فربما فعل ذلك الدارقطني يقول: قرئ على أبي القاسم البغوي: أخبرك فلان. وقال أبو نعيم: قرئ على عبد الله بن جعفر بن فارس ثنا هارون بن سليمان. ومن ذلك: أخبرنا فلان من كتابه. رأيت ابن مسيب يفعل. وهذا لا ينبغي فإنه تدليس. والصواب قولك: في كتابه".
قلت: ويظهر لي أن الخطيب يشير بالتساهل الذي رمى به أبا نعيم إلى مثل ما أخرجه في "تاريخ بغداد" قال (٨/ ٣٤٥- ٣٤٦): أخبرنا أبو نعيم الحافظ: أخبرنا جعفر الخلدي في كتابه قال: سألت خير النساج (هو خير بن عبد الله أبو الحسن الصوفي): اْكان النسج حرفتك؟ قال: لا، قلت: فمن أين سميت به؟ قال: كنت عاهدت الله تعالى أن لا آكل الرطب أبدًا، فغلبتني نفسي يومًا، فاخذت نصف رطل، فلما أكلت واحدة، إذا رجل نظر إليّ وقال: خير يا آبق، هربت مني؟! وكان له غلام هرب اسمه خير، فوقع علي شبهه وصورته! فاجتمع الناس، فقالوا: هذا والله غلامك خير! فبقيت متحيرًا، وعلمت بما أخذت، وعرفت جنايتي، فحملني إلى حانوته الذي كان ينسج فيه غلمانه، فقالوا: يا عبد=
1 / 88