أفعال الرسول ﷺ ودلالتها على الأحكام الشرعية
الناشر
مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع
رقم الإصدار
السادسة
سنة النشر
١٤٢٤ هـ - ٢٠٠٣ م
مكان النشر
بيروت - لبنان
تصانيف
نجد ذلك في تصرفات أبي بكر مثلًا:
فعنه أنه قال: "يا أيها الناس إنكم تقرؤون هذه الآية: ﴿يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسَكم لا يضركم من ضلّ إذا اهتديتم﴾ (١) وإنا سمعنا رسول الله ﷺ يقول: "إن الناس إذا رأوا المنكر فلم يغيّروه أوشك أن يعمّهم الله بعقابه".
وطلبت فاطمة والعباس من أبي بكر ﵃ ميراثهما من النبي ﷺ، فمنعهما أن يعطيهما شيئًا، وقال: إني سمعت رسول الله ﷺ يقول: "لا نورث. ما تركنا صدقة" (٢).
وأمر أبو بكر عُمّاله على الصدقة أن يعملوا بما سنّه رسول الله ﷺ. وهذا نص مطلع كتابه: عن أنس بن مالك أن أبا بكر كتب لهم: "إن هذه فرائض الصدقة التي فرض رسول الله ﷺ على المسلمين، والتي أمر الله بها رسوله، فمن سئلها من المسلمين على وجهها فليعطها، ومن سئل فوق ذلك فلا يعط" (٣) ثم بين المقادير.
وعمر ﵁ لما جادل أبا بكر في قتال مانعي الزكاة، قال: "كيف تقاتلهم وقد قال رسول الله ﷺ: أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلاّ الله وأني رسول الله، فإذا قالوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلاّ بحقها. وحسابهم على الله". فقال أبو بكر: "والله لأقاتلنّ من فرّق بين الصلاة والزكاة. فإن الزكاة حق المال" (٤).
وكان عمر يَقْصُر في السفر الآمن، ويقول: "سألت رسول الله ﷺ عن ذلك فقال: صدقة تصدّق الله بها عليكم، فاقبلوا صدقته" (٥).
_________
(١) سورة المائدة: آية ١٠٥
(٢) مسند أحمد تحقيق أحمد شاكر ١/ ١٥٨ وقال: إسناده صحيح.
(٣) رواه أحمد (١/ ١٨٣) وأبو داود والنسائي والدارقطني، ورواه البخاري مفرقًا في مواضع من صحيحه (أحمد محمد شاكر في تحقيق المسند).
(٤) الحديث إسناده صحيح. رواه أحمد في المسند. تحقيق أحمد شاكر ١/ ٢٠٧
(٥) رواه مسلم ٥/ ١٩٦ وأبو داود والترمذي.
1 / 28