226

موسوعة الأعمال الكاملة للإمام محمد الخضر حسين

محقق

علي الرضا الحسيني

الناشر

دار النوادر

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٣١ هجري

مكان النشر

سوريا

تصانيف

﴿مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلَا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ﴾:
﴿يَوَدُّ﴾: من الود، وهو محبة الشيء مع تمنيه. أهل الكتاب: اليهود والنصارى. والمشركون: عبدة الأوثان. والمعنى: لا يحب الكافرون من اليهود والنصارى ولا المشركون أن ينزِّل الله عليكم شيئًا من الخير؛ بغضًا فيكم، وحسدًا لكم، وأعظم خير ينزله الله على المسلمين، ويشتد حسد أهل الكتاب لهم عليه هو القرآن الكريم؛ لما فيه من حكمة رائعة، وحجة بالغة، وبلاغة باهرة.
﴿وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ﴾:
أفادت الجملة السابقة أن الكافرين لا يودون إنزال الخير على المؤمنين، وجاءت هذه الجملة لبيان أن لله التصرف المطلق في إنزال الخير على عباده، رضي من رضي، وكره من كره، فقال تعالى: ﴿وَاللَّهُ يَخْتَصُّ﴾ ... إلخ.
الاختصاص بالشيء: الانفراد به، تقول: اختص فلان بكذا؛ أي: انفرد به، ويستعمل متعديًا إلى المفعول به، فتقول: اختصصت فلانًا بكذا؛ أي: أفردته به، وجعلته مقصورًا عليه، وعلى هذا الوجه ورد الاختصاص في الآية. والرحمة تشمل النبوة والقرآن والنصر، وذلك كله مما لا يود الكافرون إنزاله على المؤمنين. وقال تعالى: ﴿مَنْ يَشَاءُ﴾؛ ليعلم الناس أن اختصاصه بعض عباده بالرحمة منوط بمشيئته وحدها، وما لأحد عليه من حق.
﴿وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ﴾:
الفضل: الخير، وكل خير يناله العباد في دينهم أو دنياهم إنما هو من عنده تعالى، يتفضل به عليهم، وذلك هو الفضل العظيم.

1 / 192