وفي ذيل جبل بني عُلَيْم قرية يقال لها نحلة فيها مقابر يُشاهد عليها نور في الليل فإذا قصدها القاصد وقرب منها لا يشاهد شيئًا من النور أصلًا وقد شاهدتُ ذلك دفعات وعلى هذه المقابر كتابة بالروميّة وحكى القاضي بهاء الدين أبو الحسن بن إبراهيم بن الخشّاب ﵀ أنّ الأمير سيف الدين عليّ بن قليج النوريّ أمر بأن تُنقَل تلك الكتابة ودفعها إلى بعض علماء الروم بحلب فترجمها وان فيها: هذا النور موهبة من الله العظيم لنا أو ذكر كلامًا نحو هذا وفيه زيادة عليه. وقرأت في تأريخ كمال الدين أبي القاسم عمر المعروف بابن العديم قال: حضرت بقلعة الراوندان عند الملك الصالح أحمد بن الملك الظاهر غازي بن الملك الناصر صلاح الدين يوسف فحكى لي أنّ عنده بعمل الراوندان قرية وأشار بيده نحو العرب وقال: هي في ذلك المكان وأنّه يُشاهد فيها نور ساطع إمّا في ليلة الجمعة أو في ليلة سواها ينظر إليه من كان خارجًا عن القرية حتّى إذا قصدها وقرب منها لم ير شيئًا.
ذكر الحمّات الّتي يُنتَفَع بمائها في أعمال حلب
منها حمّه بالسخنة من أعمال قنّسرين ماؤها في غاية الحرارة ينتفعون بها من البلغم والريح والجرب.
وبناحية العمق حمّة أخرى قال ابن أبي يعقوب في كتاب البلدان.
وبكورة الجُومة من أعمال قنّسرين عيون كِبريتيّة تجري إلى الحمّة.
والحمّة بقرية يقال لها جِنْدراس ولها بنيان عجيب معقود بالحجارة يأتيها الناس من كلّ الآفاق فيسبحون فيها للعلل الّتي تصيبهم ولا يُدرى من أين يجيء ماؤها ولا أين يذهب.
طُرف ممّا وُجد مكتوب على أحجار وغيرها بأعمال حلب ونواحيها رأيت إلحاقها بهذا الباب ليكون فيه تذكرة لمن وقف عليه وتبصرة لمن شاقته المطالعة إليه.
وُجد بقنّسرين حجر مزبور مكتوب فيه بالعبرانيّة:
إذا كانَ الأَميرُ وَصاحِباهُ ... وَقاضِي الأَرْضِ يَدْهَنُ في القَضاءِ
فَوَيْلٌ لِلأَمِيرِ وَصاحِبَيْهِ ... وَقاضِي الأَرْضِ مِنْ قاضِي السَماءِ
ونُبش قبر بإنطاكية فأُصيب فيه صفيحة نحاس فيها مكتوب بالعبرانيّة فأتوا بها إلى إمام إنطاكية فبعث إلى رجل من اليهود فقرأه فإذا فيه: أنا عَوْن بن أرميا النبيّ بعثني رّبي إلى إنطاكية أدعوهم إلى الإيمان بالله تع فأدركني فيها أجلي وسينبشني أسود في زمان أمّة أحمد. وكان الذي نبشه أسود. كذا حكاه كمال الدين بسنده وروى عن ابن عبّاس رضه أن الكنز الذي جاء ذكره في القرآن كان بإنطاكية وهو لوح من ذهب مكتوب في أحد جانبيه: لا إله إلاّ الله الواحد الصمد) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يولَدْ - وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (. وكان في الجانب الآخر: عجبًا لمن أيقن بالموت كيف يفرح وعجبًا لمن أيقن بالنار كيف يضحك وعجبًا لمن رأى الدنيا وتقلّبها بأهلها ثمّ هو يطمئنّ إليها وعجبًا لمن أيقن بالحساب غدًا ثمّ لا يعمل.
وقد ورد فيما كان مكتوبًا على اللوح خلاف بين المفسّرين هذا الذي ذكرناه أتّمه.
الباب الرابع عشر في
ذكر ما بباطن حلب وظاهرها من الحمّامات
فممّا بباطنها: الحمّام الجديد.
الحمّام السلطانيّة بباب أربعين.
حمّامان بالمَعْقليّة.
حمّامان لمحيي الدين بن العديم.
حمّامان للناصح.
حمّماما الفرقانيّ.
حمّام أنشأه القاضي جمال الدين.
حمّام حُسام الدين بباب أربعين.
حمّام الواسانيّ.
حمّاما عليّ بالمدبغة.
حمّاما الستّ.
حمّاما الحدّادين.
حمّاما القبّة.
حمّام الزّجاجين إنشاء ابن العجميّ.
حمّاما السباعيّ.
حمّام بدرب أتابك.
حمّام العفيف برأس الدلبة.
حمّام الشريف.
حمّام الوزير.
حمّام الشمّاس.
حمّام الوالي بالَجلّوم.
حمّام الصفيّ بالعقبة.
حمّاما الحاجب.
حمّام القاضي بهاء الدين بباب العراق.
حمّام الوالي بباب العراق.
حمّام شمس الدين لؤلؤ.
حمّاما ابن أبي عصرون.
حمّام العوافي بباب الجنان.
حمّام أبي حصين.
حمّام حمدان.
حمّام البدر بن مِهْمان دار.
حمّاما موغان.
حمّام الشُحَيْنة برأس التلّ.
حمّام ابن خرتش.
حمّاما السرور.
حمّام الكامليّة.
حمّاما ابن الخشّاب.
حمّام ابن العجميّ بباحسيتا.
حمّام ابن الملك المعظّم.
حمّام الشريف عزّ الدين بدرب الخرّاف.
1 / 46