وقد أجازه في سنة 1277ه/1860م صديقه ومعاصره الشيخ محمد عبده السرسي، وكان من أجلة علماء الأزهر، وعنهما تلقى علم القراءات خلق كثير، ويقول في إجازته له: «ولما جاد الزمان بحبيبنا أعز الإخوان في الله تعالى الشيخ رضوان بن محمد بن سليمان، الشهير بأبي عيد، جاء وقرأ علي ختمة كاملة من أولها إلى آخرها، عن طريق الشاطبية والدرة معا، بالتحرير والتجويد، على أتم بيان وأكمل عنوان، واستجازني فأجزته بأن يقرأ ويقرئ في أي مكان حل.»
ويقرظ الشيخ محمد المتولي شيخ القراء أول مؤلفاته: «فتح المقفلات» بقوله: ... أما بعد، فقد اطلعت على هذا التصنيف البديع، اللطيف الصنيع، فوجدته في غاية الضبط والإتقان، ونهاية النفاسة والإحسان، [شمسا في الاقتدا]، وبدرا في الاهتدا، فيا له من عروس يفوح شذاه، ويلوح سناه، قد تجلى فيه بدر المعاني في أصداف المباني، جعله الله خالصا لوجهه الكريم، وغفر لمن تلقاه بقلب سليم، وأوجب لمؤلفه رضوانه، ووفقه للخير وأعانه، قاله بلسانه، ورضيه بجنانه، ذو التقصير الكلي، محمد المتولي، عفي عنه آمين.
وكذلك قرظ كتابه «إرشاد القراء والكاتبين إلى معرفة رسم الكتاب المبين»، ومما جاء فيه: ... أما بعد، فقد سمعت هذا الكتاب الرائق، والسفر البليغ الفائق، فوجدته في بابه آية، قد بلغ من جادة الإفادة الغاية، قد نظم مؤلفه فيه شمل المتفرقات، بعد التفرق والشتات، ونبه على عجيب أوضاع الرسوم، وبين فيه ما لأنواع الضبط من الرقوم، يتعين على قراء القرآن الكريم مطالعته، ويتأكد على كتاب المصاحف مدارسته ومراجعته، ويحتاج إليه من يريد التحري والضبط، حيث لم يقع له نظير في علم الخط، كيف لا ومتعلقه أحد أركان القرآن، وأهم ما تدعو إليه ضرورة المقري على ممر الزمان، فيا له من كتاب أينعت أثماره، وسطعت بين سطوره أنواره، أوضح فيه مؤلفه خفايا الرسوم بأفصح إيضاح، وفتح من أبواب رقوم الضبط لكل ضابط مطلوبه بدون مفتاح، به أمن كتاب المصاحف من الزلل، وحفظوا إذ صاروا بسببه في جنة من طوارق الخلل:
ففي كل لفظ منه روض من المنى
وفي كل سطر منه عقد من الدر
جعله الله مقبولا لديه، وسببا للفوز يوم العرض عليه، قاله بلسانه، ورضيه بجنانه، ذو التقصير الكلي، محمد الشهير بالمتولي.
وكذلك قرظ كتابه «شفاء الصدور» بقوله: ... أما بعد، فقد اطلعت على هذا الكتاب المسمى: «شفاء الصدور بذكر قراءات الأئمة السبعة البدور» فوجدته صريح المباني، صحيح المعاني، مفيدا في فنه، فريدا في شأنه، على جودة من التسهيل والتقريب، وغاية من التحرير والتهذيب، سيما وقد تضمن كتاب «حرز الأماني» ليقبل على من تلقاه بوجه التهاني، جعله الله مقبولا لديه، وأثاب مؤلفه رضوانه يوم العرض عليه، آمين.
وقرظ الشيخ حسن الجريسي، الملقب بالديب، كتابه: «إرشاد القراء والكاتبين إلى معرفة رسم الكتاب المبين»، كما قرظه أيضا العالم الجليل السيد محمد عوض الدمياطي تقريظات تعبر عن تقديرهما لهذا المؤلف.
وكان لنبوغ الشيخ رضوان في علمي القراءات والرسم أثر في تصويب المصاحف وتحقيق نشرها، فأشرف على طبع مصحف وضع له مقدمة، نشره الشيخ أبو زيد سنة 1308ه/1890م، ويعتبر من أضبط المصاحف، وقد تلقى عليه كثيرون، واستفادوا من علمه وأجازهم، وقد وقفت على إجازة منه إلى تلميذه الشيخ محمد البدري.
ولم يكن نبوغ المترجم مقصورا على علوم القرآن، بل نبغ في العلوم الشرعية والعقلية والعربية والأدب، فدرس النحو في مدرسة حافظ باشا، وتتلمذنا عليه فأخذنا عنه العلوم العربية والفنون الأدبية، وكان رحمه الله يفتخر بالأخذ عنه، كما تتلمذ عليه من أولاد شقيقتنا المغفور لها السيدة عائشة: محمود وإسماعيل.
صفحة غير معروفة