وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَّكُمْ فَلاَ تَجْعَلُواْ لِلّهِ أَندَادًا وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ .
ــ
وقوله تعالى: ﴿وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً﴾ المراد بالسماء: السحاب كما ذكره المفسرون وأطلق عليه سماه لأنه فوق، وكل ما علا وارتفع فهو سماء. والماء: هو المطر النازل من السماء هو مادة الحياة للأحياء في الأرض جميعًا، سواء أنبت الزرع مباشرة أو كون الأنهار والبحيرات العذبة، أو انساخ في طبقات الأرض فتتألف منه المياه الجوفية، قال تعالى: ﴿وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ﴾ ١، وقال تعالى: ﴿وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّا عَلَى ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ﴾ ٢.
وقوله تعالى: ﴿فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَّكُمْ﴾ جمع ثمرة، والثمرة هو ما تخرجه الأرض من حبوب وخضار، وما تخرجه الأشجار من فواكه ﴿فَلاَ تَجْعَلُواْ لِلّهِ أَندَادًا﴾، أي: أشباهًا ونظراء تصرفون لهم العبادة أو شيئًا منها ﴿وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ﴾، أي: تعلمون أن هذه الأنداد ليست مماثلة لله تعالى، وتعلمون أيضًا أن الله ﷾ هو المستحق للعبادة.
فجمعت هذه الآية بين الأمر بعبادة الله وحده والنهي عن عبادة ما سواه. وقد ورد عن ابن عباس ﵄ في قوله: ﴿فَلاَ تَجْعَلُواْ لِلّهِ أَندَادًا﴾ قال: الأنداد هو الشرك، أخفى من دبيب النمل على صفاة
_________
١ سورة الأنبياء، الآية: ٣٠.
٢ سورة المؤمنون، الآية: ١٨.
1 / 67