. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
تعالى ﴿ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ﴾ ١.
فـ"لا إله إلا الله" اشتملت على أمرين هما ركناها: النفي "لا إله"، والإثبات "إلا الله"، والنفي المحض ليس بتوحيد، وكذلك الإثبات المحض، فلا بد من الجمع بينهما.
يقول الحافظ ابن رجب ﵀:
"والإله هو الذي يطاع فلا يعصى، هيبة له وإجلالًا، ومحبة وخوفًا، ورجاءً وتوكلًا عليه، وسؤالًا منه، ودعاء له، ولا يصلح ذلك كله إلا الله ﷿، فمن أشرك مخلوقًا في شيء من هذه الأمور التي هي من خصائص الإلهية كان ذلك قدحًا في إخلاصه في قول: "لا إله إلا الله"، ونقصًا في توحيده، وكان فيه من عبوديته المخلوق بحسب ما فيه من ذلك. وهذا كله من فروع الشرك ... "٢.
وكما أن الله تعالى هو المتفرد في ملكه، فهو المتفرد بالعبادة؛ لأن من أظلم الظلم أن يجعل المخلوق الذي ليس شريكًا لله في الملك شريكًا معه في العبادة تعالى وتقدس. ولهذا يحتج تعالى على من أنكر ألوهيته بما أقر به من ربوبيته، فإن توحيد الربوبية هو الدليل على توحيد الإلهية، وقد تقدم ذكر ذلك.
_________
١ سورة لقمان، الآية: ٣٠.
٢ "كلمة الإخلاص": "ص٢٣، ٢٤".
1 / 111