أبيات الاستشهاد - ضمن نوادر المخطوطات
محقق
عبد السلام هارون
الناشر
شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده بمصر
رقم الإصدار
الثانية
سنة النشر
١٣٩٣ هـ - ١٩٧٢ م
تصانيف
وإذا مرض وعاده عواده، أنشد:
وهل هي إلا علّةٌ بعد علّةٍ … إلى العلة الكبرى وتلك هي التي
وإذا رأى رجالًا لا حمية ولا منعة فيهم، أنشد:
إذا ما عدّ مثلكم رجال … فما فضلُ الرَّجالِ على النساءِ
وإذا اشتكى إليه إنسان إقلالًا [أنشد]:
إذا شئتَ أن تحيا غنيًَّا فلا تكن … بمنزلة إلا رضيتَ بدونها
وإذا رأى ذا ضغن صاحب آخر، أنشد:
إذا أنت لم تسقم وصاحبت مسقما … وكنت له خدنًا فأنت سقيمُ
وإذا دخل عليه ثقيل، أنشد:
أيا جبليْ نعمانَ باللهِ خلِّيا … نسيمَ الصَّبا يخلصْ إلىّ نسيمها (^١)
وإذا جاد عليه بنزر يسير، أنشد:
تؤتيك نزرًا قليلا وهي خائفة … كما يخاف مسيسَ الحيَّةِ الفرق (^٢)
وهذه جمعية لم أظفر بمثلها، فرحم الله من فهمها وحفظها، وأورد كل بيت في محلّه، ليجلّ عند خلّه.
_________
(^١) البيت لمجنون ليلى، في الأغانى ١: ١٧٠/ ٥: ٣٤ وحماسة ابن الشجري ١٦٨، وهو في أمالي القالى ٢: ١٨١ يدون نسبة. وفي الأغانى - ونحوه في حماسة ابن الشجري: أن أهل المجنون خرجوا به معهم إلى وادى القرى قبل توحشه ليمتاروا خوفا عليه أن يضيع ويهلك فمروا في طريقهم بجبلى نعمان، فقال له بعض فتيان الحي: هذان جبلا نعمان. وقد كانت ليلى تنزل بهما. قال: فأي الرياح يأتي من ناحيتهما؟ قالوا: الصبا. قال: فو اللّه لا أريم هذا الموضع حتى تهب الصبا. فأقام ومضوا فامتاروا لأنفسهم ثم أتوا عليه فأقاموا معه ثلاثة حتى هبت الصبا ثم انطلق معهم. ففي ذلك يقول:
أيا جبليْ نعمانَ باللهِ خلِّيا … نسيمَ الصَّبا يخلص إلى نسيمها
أجد بردها أو تشف منى حرارة … على كبد لم يبق إلا صميمها
فإن الصبا ريح إذا ما تنسمت … على نفس محزون تجلت همومها
(^٢) البيت لابن هرمة. المختار من شعر بشار ٩٦. وصدره فيه: «تبدى بذاك سرورا وهي مشفقة كما يهاب». في الأصل: «وهي جائعة»، صوابه ما أثبت. المسيس: المس. والفرق:
الخائف الفزع.
1 / 161