ثم جاء يوم انقطعت فيه فجأة عن ذكر ولدها والطعن على البارون دي نيفيل، واعترفت أن ولدها ميت، وأنهم أصابوا بسجنها في المستشفى حتى لا تتعرض لهزء الناس؛ لأنها كانت مجنونة حقا.
أما السبب في هذا الانقلاب الفجائي فهو أنه اتفق يوما أن إدارة المستشفى عينت طبيبا جديدا، واجتمعت به الكونتيس في اليوم التالي لتعيينه، فقالت له: أأنت الطبيب الجديد؟ - نعم يا سيدتي. - إنك ستثبت جنوني كما أثبته بقية الأطباء؟
فأجابها بلهجة دلت على تأثره قائلا: لم يكن يخطر لي يا سيدتي أن أقبل هذا المنصب في المستشفى إلى أن سمعت بحكايتك. - من الذي رواها لك؟ لعله البارون الخائن؟ - كلا يا سيدتي، بل فتاة عرفتك وزارتك منذ سبعة أعوام، إذا كنت تذكرين. - نعم أذكرها، فقد جاءت تقول لي إن ولدي لم يمت. - هو ذاك. - ولكنها ذهبت فلم أعد أراها، واختفى ولدي من باريس. - هذه هي الحقيقة بعينها. - أهي هذه الفتاة التي أرسلتك إلي؟
أجاب: نعم يا سيدتي.
قالت: وولدي؟!
أجاب: لا يزال حيا! فإذا كنت تريدين أن ترينه فلا بد لك من الخروج من هذا المستشفى.
قالت: رباه كيف السبيل إلى ذلك؟
أجاب: يجب أن يكون لك بي ملء الثقة، والآن فاصغي إلي، فإن أول من يجب إقناعه بشفائك هو مدير هذا المستشفى.
قالت: ماذا يجب أن أصنع؟
أجاب: لا تصنعي شيئا، وسأخبرك بما يجب أن تفعليه بعد بضعة أيام.
صفحة غير معروفة