قال: إنه اسم غريب، أليس له سواه؟
قلنا: نعم، فإننا ندعوه أحيانا بالكونت.
فاشتد قلق الرجل، وقال: لماذا؟
قلنا: لأنه ابن كونتيس، وقد سرقه بستانيها منها كما يقولون.
فتراجع إلى الوراء كأنه قد ذعر من هذا النبأ، ثم ضحك طويلا، وقال وهو ينصرف: أخبروا الفتاة حين تعود أن شريكي مدير الجوق يريد أن يسمع غناءها.
ولما انصرف قال لنا فيلكس: إني أكره هذا الرجل كرها شديدا، ولا أدري لماذا، ولكننا نحن علمنا السبب، فلم يدفعه إلى هذا الكره غير الغيرة.
فصحت به قائلة: كفى، وأخبرني ببقية ما جرى!
قال: أقام فيلكس بيننا كل ذلك اليوم لم يأكل ولم ينبس بكلمة، وفي المساء عاد الذي ذهب معك إلى فرساي، فابتدره فيلكس بسؤاله: أين ذهبت بباكيتا؟
فأجابه قائلا: لقد أمرتني ألا أخبر أحدا أين هي.
قال: أما أنا فأعلم أين هي، فإنها ذهبت مع هذا الرجل الذي جاء يبحث عنها، فحاول أن يقنعه بأنه واهم، ولكن جهده ذهب عبثا، وجعل فيلكس يبكي بكاء الأطفال.
صفحة غير معروفة