لا تفجعي أمي بواحدها
لن تخلفي مثلي على أمي
وفيه استغاثة تحكي استغاثة المرأة بأخواتها:
تجمعوا علموني
يا إخوتي كيف آتي
يا ويلتا أي شيء
بين الحشا واللهات
فهو في طبيعة النرجسية يسهل عليه أن يلبس ذاته لكلا الجنسين، وأن يكون شاذا في حالة ومساوقا للفطرة في حالة، وما كان على الفطرة في الحالتين!
ومما هو خليق بأن يتأنى عنده الدارسون للنرجسية ولوازمها أن «جنان» كانت أحب معشوقاته إليه، وأنها كما جاء في كتاب ابن منظور عن أخبار أبي نواس كانت تحب النساء وتميل إليهن، فربما كان هذا الكلف الخاص بهذه الفتاة؛ لأن لازمة التشخيص والتلبيس تتحقق بها على نحو لا يتحقق بغيرها، إذ كانت لها السمات النفسية والبدنية التي تتراءى فيها ميول الجنسين.
وخليق بالدارسين كذلك أن يلتفتوا إلى سر هيامه بالجارية «حسن»، واستيحائه من اسمها معنى التوحيد بينه وبينها، كما قال متغزلا بها متشفعا لديها بهذه الحرمة:
صفحة غير معروفة