أبو نواس
أبو نواس
الحسن بن هانئ
تأليف
عباس محمود العقاد
أبو نواس عند العامة
شهرة أبي نواس
اشتهر في الأدب العربي عشرات من الشعراء والأدباء، يعرفهم قراء الأدب ورواته، ولا تصل أسماؤهم - فضلا عن أخبارهم - إلى الأميين وأشباه الأميين من جهلاء العامة، ما عدا شاعرا واحدا اشتهر من بين هؤلاء الشعراء والأدباء في بابه فسمع به الأميون وأشباه الأميين، واتخذوا من اسمه علما على كل من يشبهه في صورته عندهم، وصحفوا ذلك الاسم تصحيفا يدل على مصادره الأمية، فعرفوه باسم «أبي النواس» بتشديد الواو وزيادة الألف واللام للتعريف على الدوام.
ولم يكن شذوذ هذا الشاعر عن هذه القاعدة لسهولة شعره، فإن الأميين الذين يتناقلون أخباره ونوادره لا ينقلون بيتا واحدا من شعره، ولا يروونه مصحفا أو بغير تصحيف، وإنما يعرفون الشاعر «شخصية» ذات أخبار، ولا يعرفونه قائلا ينظم الأشعار.
ولم تكن هذه الشهرة أيضا لقرب عهده وقصر الزمن بينه وبين رواته المتأخرين، فإن النواسي عاش في القرن الثاني للهجرة، وهؤلاء الأميون الذين يتناقلون أخباره المزعومة قد يجهلون أسماء الشعراء والأدباء في عصرهم، أو يجهلون على التحقيق أسماء الشعراء والأدباء بعد القرن الثاني للهجرة بلا استثناء، ما عدا هذا الاستثناء.
صفحة غير معروفة