قال: «أظنه لا يزال عنده؛ إذ لم يمض على دخوله زمن طويل.»
قال: «فإذن هو مشغول الآن.»
قال: «وهل تريد مقابلته؟»
قال: «كلا، ولكنني لما جئت لمقابلته في أثناء النهار، فبعد أن جلست في القاعة حينا دخل بي إلى غرفة أخرى، ثم أخرجني من باب آخر، كما علمت، وقد نسيت في القاعة كتابا كان معي، فوضعته قرب مجلسي، ولما نهضت نسيته؛ فهل تظنه لا يزال مكانه؟»
قال: «ينبغي أن يبقى هناك. هل أبحث لك عنه؟»
قال: «لا يجوز لك وأنت حارس أن تترك هذا الباب. أما إذا أذنت لي دخلت وبحثت عنه لحظة ثم أعود؛ لأني أعلم بمكانه منك.»
قال: «تفضل، واحذر أن تحدث صوتا يشعر به الأمير؛ لئلا يغضب.»
قال: «كن مطمئنا.» وخلع نعليه فتأبطهما ودخل القاعة وهي مظلمة، فمشى وهو يتلمس الحائط نحو الغرفة التي علم أن أبا مسلم فيها مع إبراهيم، فلما دنا من بابها سمع أبا مسلم يقول: «هل أنت على يقين من إرسالهما إلى خوارزم.»
قال إبراهيم: «قد أرسلتهما حسب أمر الأمير، وأظنهما الآن في عالم الأموات.»
قال: «أخشى أن تكون أخطأت الرسالة ونسيت ذلك الحروري الذي يزعم أنه يخادعنا - عليه لعنة الله - بقي علي أن أعهد إليك بأمر يهمني ولك منه نفع كبير، وكسب كثير.»
صفحة غير معروفة