أجل يا ابنتي، لقد تأخر عشر سنوات كاملة، ولكنه فعل حسنا فإني استطعت بلا سيف ولا قتال أن أفتح دمياط، وأجعل طريق المنصورة مفتوحة لهم، فإذا امتلكوها لم يبق أمامهم إلا قلعة الجبل، ومثلها لا يعز على الملك لويس، وعندئذ أكون قد انتقمت لقومي ولنفسي، ثم أرجع معهم إلى فرنسا وأترك هذه البلاد جميعها.
مريم :
وي!
برنار :
نعم أتركها لا آخذ منها شيئا إلا سيفي النائم في قرابه منذ تسع وعشرين سنة حتى أكله الصدأ، وأما داري هذه وهذه الأرض التي أطعمتني من جوع فإني أتركها لك جزاء خدمتك لي، وأمانتك منذ كنا في الدير.
مريم :
وتتركني يا أبتي؟
برنار :
آه يا ابنتي، هذا ما تألم له نفسي يا مريم، فأنه لا بد من فراقك، ولكن الرب يحرسك وأمه.
مريم :
صفحة غير معروفة