كيف أوثر خادم السلطان على السلطان نفسه؟ ولكن سبق الوعد بها من أبيك لأميره وهو في حلب قبل أن يجيء إلى مصر بعام، وجددت له الوعد قبل أن تجيء أنت بأشهر، ولقد هممت أن أبر له بوعد أبيك ووعدي وأجزيه عن المعروف فيما فعل فأبت عليه همته العالية إلا أن يرجئ الأمر حتى تنتهي الحرب، وها نحن أولاء قد فقدناها ولا ندري أفي الأموات هي أم في الأحياء؟ فلماذا تحادثني اليوم في شأنها؟ بل لعمري لئن كانت في يديك ثم طلبها بيبرس إليك لكان حقا عليك أن تجود بها عليه اعترافا بجميله على بيتك، إنه هو الذي حمى بيت بني أيوب ذلة الأسر والهوان.
طوران :
ويحك يا شقية (يبدو سهيل ثم يتراجع) .
شجرة :
آه يا طوران، لقد كان بيبرس وصحبه أبناء ملوك مثلك، اتق الله يا طوران ... ألا تخشى أن يصيبك ما أصابهم فتقتل أو تباع كما بيعوا لأبيك؟ ثم لا تجد سيدا كسيدهم، لقد كان أوشك أن يصيبكم من الفرنجة ما أصابهم من المغول لولا همة بيبرس وصحبه.
طوران :
فليت يا فاجرة (يقبض على ذراعها)
أبمثل هذا تجيبين؟ (هنا يبدو ويقف ينظر ثم لا يتكلم) .
شجرة :
دعني أيها السلطان وإلا ندمت.
صفحة غير معروفة