الملك :
كيف لا أصدق وكنت عند البحيرة لا تشير به إلا قاتلا، ولا تهوي به إلا لاحدا ولا تشرعه إلا والنفوس عالقة عليه كما تعلق ذرات الحديد بالمغناطيس؟
بيبرس (يضحك ساخرا) :
كلا أيها الملك، ليس هذا السيف سيف رمسيس وإلا لأكله الصدأ بل إنما هو سيفي أنا، سيف ركن الدين بيبرس البندقداري، تتناول المقبض منه قبضة مني لو تناولت رأس الأسد الغضنفر لتهشم، أو صفعت هام ذي الغفارة المزرد لتحطم، أو لمست عنق كند مصعر خده لاندك وتهدم، لقد سقيته في الكرك وحمص ماء حياة ألف من الإسبطاريين ومثله من الميكليين، ورويتها أرواح الجحفلين من الفرنجة حيال طبرية وأنطاكية وطرابلس، فأصبحت وعمري بذلك عمر الألفين، وعزمي عزم الجحفلين، ولو نزلت لك اليوم عنه معاوضة من حديدة أخرى ما فترت همتي ولا كلت عزمتي، وإليك برهان المقال. (يلقي السيف من يده مجردا ثم يخرج من بين ثيابه بوقا صغيرا من الذهب وينفخ به مرتين ثم ثلاثا) .
الملك :
شكرا لك أيها الأمير، الآن أطلق سراحك، شكرا لك على نزولك عن هذا السيف واعتذارا إليك مما أصاب الفتاة.
بيبرس (بدهشة عظيمة) :
وي! (يمد صوته فيها) .
الملك :
وأهب إليك أخت أميرتكم على أن ترد إلينا ربيبة خادمنا برنار، فما قولك في هذا؟
صفحة غير معروفة