أبكار الأفكار في أصول الدين

سيف الدين الآمدي ت. 631 هجري
54

أبكار الأفكار في أصول الدين

تصانيف

الفصل الأول

في حقيقة النظر (1)

** والنظر في وضع اللغة :

والاعتبار. كما يأتى تحقيقه في مسألة الروية إن شاء الله تعالى (2).

** وأما في اصطلاح المتكلمين :

واحد. وإن كان اللفظ مختلفا.

** وأقرب ما قيل فيه من العبارات :

علما ، أو غلبة ظن.

وقوله : هو الذي يطلب به من قام به علما ، أو غلبة ظن. شرح لمعنى الفكر ؛ فإنه لما قال : النظر هو الفكر. كأن سائلا سأل وقال : فما الفكر؟

فقال : هو الذي يطلب به من قام به علما ، / أو غلبة ظن. وقد قصد بقوله : يطلب به : الاحتراز عن سائر الصفات المشروطة بالحياة ، وعن الحياة ؛ فإنه لو قال : هو الذي يطلب من قام به علما ، أو غلبة ظن. ولم يقل به ؛ لانتقض بسائر هذه الصفات ؛ فإنها قائمة بطالب العلم ، أو الظن ، وليست فكرا.

وبقوله : علما ، أو غلبة ظن ، تعميم القاطع ، والظنى.

** ويرد عليه إشكالات أربعة :

** الأول :

؛ فالنظر : يطلب به العلم ، أو الظن.

والظن المطلوب بالنظر ، ينقسم إلى : ما المظنون فيه على وفق الظن ؛ فيكون حقا. وإلى ما هو على خلافه ؛ فيكون جهلا ؛ ويلزم من ذلك أن يكون الجهل مطلوبا بالنظر ؛ وهو ممتنع.

صفحة ١٢٥