من أعلام أهل السنة والجماعة عبد الله بن المبارك
الناشر
مكتبة الصديق،الطائف
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤١١هـ
مكان النشر
المملكة العربية السعودية
تصانيف
ابن المبارك: إن هؤلاء يقولون: من لم يصم ولم يصل بعد أن يقرَّ به فهو مؤمن مستكمل الإيمان، فقال ابن المبارك: لا نقول نحن ما يقول هؤلاء، من ترك الصلاة متعمدًا من غير علة حتى أدخل وقتًا في وقت فهو كافر١.
وقوله هذا والذي قبله وما سيأتي هو رد على المرجئة القائلين: لا يضر مع الإيمان معصية كما لا ينفع مع الكفر طاعة.
- روى أبو عثمان الصابوني عن إسحاق بن إبراهيم الحنظلي- ابن راهوية- قال: قدم ابن المبارك الري، فقام إليه رجل من العُّباد- الظن أنه يذهب مذهب الخوارج- فقال له:
يا أبا عبد الرحمن ما تقول فيمن يزني ويسرق ويشرب الخمر، قال: لا أخرجه من الإيمان.
فقال: يا أبا عبد الرحمن على كبر السن صرت مرجئيًا، قال: لا تقبلنا المرجئة، المرجئة تقول: حسناتنا مقبولة، وسيئاتنا مغفورة، ولو علمت أني قبلت مني حسنة لشهدت أني في الجنة٢.
- قال نعيم بن حماد: سمعت ابن المبارك يقول: السيف الذي وقع بين الصحابة فتنة ولا أقول لأحد منهم مفتون٣.
هذا هو موقف عبد الله بن المبارك من أصحاب البدع والأهواء المنحرفة.
إنه موقف العالم المجاهد العارف لدينه، والناقد البصير لتلك
_________
١ كتاب الصلاة: ٦٣، ط. المكتب الإسلامي.
٢ عقيدة أصحاب الحديث لأبي عثمان الصابوني: ٧٠.
٣ سير أعلام النبلاء للذهبي: ٨/٣٥٨.
1 / 18