آفات اللسان في ضوء الكتاب والسنة
الناشر
مطبعة سفير
رقم الإصدار
التاسعة
سنة النشر
١٤٣١ هـ
مكان النشر
الرياض
تصانيف
«ما لقيك الشيطان سالكًا فجًّا إلا سلك فجًّا غير فجّك» (١). فمن مُدِح بما فيه فلا يدخل في النهي، فقد مُدح النبي ﷺ في الشعر، والخطب، والمخاطبة، ولم يحثُ في وجه مادحه ترابًا (٢).
قال الإمام النووي رحمه الله تعالى: «قد جاءت أحاديث كثيرة في الصحيحين بالمدح في الوجه، قال العلماء: وطريق الجمع بينها أن النهي محمول على المجازفة في المدح، والزيادة في الأوصاف، أو على من يُخاف على فتنته من إعجاب ونحوه إذا سمع المدح.
وأما من لا يُخاف عليه ذلك لكمال تقواه ورسوخ عقله، ومعرفته، فلا نهي في مدحه في وجهه إذا لم يكن فيه مجازفة؛ بل إن كان يحصل بذلك مصلحة كنشطه للخير والازدياد منه، أو الدوام عليه، والاقتداء به كان مستحبًا والله أعلم» (٣).
المبحث الحادي عشر: هتك الإنسان ستر نفسه
عن أبي هريرة ﵁ قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «كل أمتي معافى إلا المجاهرين، وإن من المجانة أن يعمل الرجل بالليل عملًا، ثم يصبح وقد ستره الله فيقول: «يا فلان عملت البارحة كذا وكذا، وقد بات يستره ربه، ويصبح يكشف ستر الله عنه»، ولفظ مسلم: «وإن من الإجهار
_________
(١) أخرجه البخاري، كتاب بدء الخلق، باب صفة إبليس، برقم ٣٢٩٤، ومسلم، كتاب فضائل الصحابة ﵃، باب فضائل عمر ﵁، برقم ٢٣٩٦.
(٢) فتح الباري، ١٠/ ٤٧٧.
(٣) شرح الإمام النووي على مسلم، ١٨/ ١٢٦.
1 / 85