آفات اللسان في ضوء الكتاب والسنة

سعيد بن وهف القحطاني ت. 1440 هجري
64

آفات اللسان في ضوء الكتاب والسنة

الناشر

مطبعة سفير

رقم الإصدار

التاسعة

سنة النشر

١٤٣١ هـ

مكان النشر

الرياض

تصانيف

الفصل الثاني: الخصومات والجدال المبحث الأول: الجدال بالباطل الجدل: اللّدد في الخصومة والقدرة عليها (١)، يُقال: جادل مُجادلةً وجدالًا: إذا خاصم بما يشغل عن ظهور الحق ووضوح الصواب (٢)، والجدال نوعان: النوع الأول: الجدال المحمود الممدوح: وهو كل جدال أيّد الحق أو أوصل إليه بنية صالحة خالصة وطريق صحيح (٣). قال تعالى: ﴿ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ﴾ (٤). وقال ﷿: ﴿وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلاّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلاّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ﴾ (٥). والمجادلة بالتي هي أحسن هي التي تكون عن علم، وبصيرة، وبحسن الخلق، ولطف، ورفق، ولين، وحسن خطاب، ودعوة إلى الحق، وتحسينه، وردّ الباطل، وبيان قبحه بأقرب طريق موصل إلى ذلك، وأن لا يكون القصد منها مجرد المغالبة وحبّ العلو، بل يكون القصد بيان

(١) انظر: القاموس المحيط، فصل الجيم، باب اللام، ص١٢٦١، والمصباح المنير، ص٩٣، والمعجم الوسيط، ١/ ١١١. (٢) انظر: المصباح المنير، ص ٩٣. (٣) انظر: منهاج الجدل في القرآن الكريم، للدكتور زاهر بن عواض الألمعي، ص ٥٠. (٤) سورة النحل، الآية: ١٢٥. (٥) سورة العنكبوت، الآية: ٤٦.

1 / 65