فكرة كمنويلث إسلامي
الناشر
دار الفكر المعاصر بيروت-لبنان / دار الفكر دمشق
رقم الإصدار
إعادة الطبعة الثانية ١٤٣١هـ = ٢٠٠٠م
سنة النشر
ط١
مكان النشر
سورية
تصانيف
مدخل
في هذه الصفحات التي نتناول فيها موضوع: (كملنويلث إسلامي) (Commonwealth islamique) ليس للقارئ أن ينتظر وجود حل جاهز، بينما المشكلة التي تستدعي حلًاّ كهذا، ما تزال هي نفسها لم توضع بعد تمامًا. وسوف يتاح للقارئ- خلال تتبعه لنا- أن يعرف البعض من أسباب هذه الثغرة. ولكن ينبغي علينا منذ الآن، أن نحدد الحدود المفروضة التي نستطيع تناول الموضوع في نطاقها، فالعالم الإسلامي، وهو في المرحلة الراهنة من تطوره، ليس مجهزًا لهذا النوع من العمل؛ فتجهيزه في هذا النطاق ليس كافيًا، لأسباب عديدة: منها ما هو ذو صبغة نفسية، ومنها ما هو ذو صبغة مادية. وسنعود لتناول هذه المسألة التي تمثل مظهرًا من المظاهر الأساسية فيما ندعوه بـ (اللافعالية)، التي أشرنا إليها في مناسبات شتى، والتي نرجئ تحليلها إلى ما بعد.
ومهما يكن من شيء، فموضوعنا لا يتطلب عملًا إداريًا، أو مجرد مقايسة نظرية (Spéculation)، ولكنه يستدعي عملًا دقيقًا، على مجال القضية نفسها، وتحقيقًا مُعَمَّقًا على صعيد العالم الإسلامي؛ مضافًا إلى ذلك أن تحقيقًا من هذا النوع، لا يمكن أن يقوم به فرد منعزل، لأنه من مهام هيئة مشتركة من الأخصائيين، الذين يتقاسمون فيما بينهم المظاهر والقطاعات المختلفة لهذه المهمة، كل في دائرة اختصاصه، بنفس الطريقة التي سارت على منوالها هيئات العلماء الذين تقاسموا أعمال السنة الجغرافية- الطبيعية (Géo-physique) الجارية على مساحة الكرة الأرضية لدراسة خصائصها. وهذا يعني أن دراستنا يجب أن تتناول
1 / 17