فَلْيَكْفُرْ﴾ [الكهف: ٢٩] والإنسان يعرف الفرق بين ما يقع منه باختياره وبين ما يقع منه باضطرار واجبار فالإنسان ينزل من السطح بالسلم نزولًا اختياريًا يعرف انه مختار ولكنه يسقط هاويًا من السطح يعرف انه ليس مختارًا لذلك ويعرف الفرق بين الفعلين وان الثاني إجبار والأول اختيار وكل إنسان يعرف ذلك.
وكذلك الإنسان يعرف انه إذا أصيب بمرض سلس البول فالبول يخرج منه بغير اختياره وإذا كان سليما من هذا المرض فان البول يخرج منه باختياره. ويعرف الفرق بين هذا وهذا ولا أحد ينكر الفرق بينهما. وهكذا جميع ما يقع من العبد يعرف فيه الفرق بين ما يقع اختيارًا وبين ما يقع من العبد يعرف فيه الفرق بين ما يقع اختيارًا وبين ما يقع اضطرارًا وإجبارًا بل إن من رحمة الله ﷿ أن من الأفعال ما هو باختيار العبد ولكن لا يلحقه كما في فعل الناسي