شيء وهم أيضا مخالفون لما يعلم بالاضطرار من أن الخلق كله ملك لله ﷿ ذواته وصفاته لا فرق بين الصفة والذات ولا بين المعنى وبين الجسد أذن فالكل لله ﷿ ولا يمكن أن يكون في ملكه ما لا يريد ﵎ لكن يبقى علينا إذا كان الآمر راجعا إلى مشيئة الله ﵎ وان الآمر كله بيده فما طريق الإنسان أذن وما حيلة الإنسان إذا كان الله تعالى قد قدر عليه أن يضل ولا يهتدي؟
فنقول: الجواب عن ذلك أن الله ﵎ إنما يهدى من كان أهلًا للهداية، ويضل من كان أهلًا للضلالة، ويقول الله ﵎: ﴿فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ﴾ [الصف:٥] ويقول تعالى: ﴿فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ﴾ [المائدة: ١٣] .