الرد القويم على المجرم الأثيم
الناشر
الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٠٣ هـ
مكان النشر
الرياض - المملكة العربية السعودية
تصانيف
الخلفاء الراشدين المهديين تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ» وقال ﷺ أيضا «تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسكتم بهما كتاب الله وسنة رسوله». وقد تقدم إيراد هذين الحديثين (١) وذكر من رواهما وصححهما من الأئمة، وفيهما أبلغ رد على المؤلف لأن النبي ﷺ حث على التمسك بسنته وهي تشمل أقواله وأفعاله. ومن فرق بين أقوال النبي ﷺ وأفعاله فآمن بالأفعال وأنكر الأقوال فهو ممن آمن ببعض السنة وكفر ببعضها. وإيمانه بالأفعال مع إنكاره للأقوال لا ينفعه إذ لا بد من الإيمان بهما معا، وقد تقدم في الفصل الأول في هذا الكتاب (٢) قول البربهاري، من رد حديثا عن رسول الله ﷺ فقد رد الأثر كله وهو كافر بالله العظيم.
الوجه الرابع أن الله تعالى قال في صفة رسوله ﷺ (وما ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى) وقال تعالى (وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا) وفي هذه الآيات أوضح دليل على أنه يجب على المسلمين قبول ما جاء في الأحاديث الصحيحة من بيان صفات الله تعالى وأفعاله وأقداره وتصريفه لأمور خلقه وما جاء فيها من الإِخبار عن العالم العلوي والروح وأحوال ما بعد الموت وغير ذلك من أمور الغيب وعن أحوال النبيين وأممهم وعن رؤية الجن واتصالهم ببني آدم. فكل ما ثبت عن النبي ﷺ بنقل الثقات الأثبات فهو حق يجب قبوله ولا يجوز رد شيء منه ولو كان زائدًا على ما جاء في القرآن إلا إذا عارضه ما هو أصح منه من الأحاديث. ومن رد شيئًا مما ثبت عن النبي ﷺ فقد رد على الله أمره في قوله تعالى (وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا) ولم يصدق بما أخبر الله به عن الرسول ﷺ أنه ما ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى.
الوجه الخامس أن النبي ﷺ لم يخبر عن موعد الساعة البتة. ولما قال جبريل ﵇ للنبي ﷺ اخبرني عن الساعة قال «ما المسؤل عنها بأعلم من السائل» رواه الإِمام أحمد ومسلم وأهل السنن من حديث عمر بن الخطاب ﵁ وقال الترمذي هذا حديث حسن صحيح.
_________
(١) ص: ٤٤.
(٢) ص: ٣.
1 / 73