299

الرد القويم على المجرم الأثيم

الناشر

الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٠٣ هـ

مكان النشر

الرياض - المملكة العربية السعودية

تصانيف

يوهمه ظاهر كلام المؤلف. وإنما الأمر في ذلك بالعكس وهو أن أبا هريرة ﵁ كان يرى التوقف في أخبار أهل الكتاب لأنها تحتمل الصدق والكذب ولهذا عقب ذلك بما رواه عن النبي ﷺ أنه قال «لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم وقولوا (آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إليكم)».
وأما قوله ومعروف أنه لو كان يعرف العبرانية لقال وكنت من الذين يفسرون التوراة.
فجوابه أن يقال لم يكن أبو هريرة ﵁ يحدث عن التوراة وإنما كان يحدث بما رواه عن النبي ﷺ في الأحاديث عن النبي ﷺ أشياء توافق ما في التوراة فإِذا حدث بها أبو هريرة ﵁ أو غيره من الصحابة ﵃ لم يكن محدثا عن التوراة كما لا يخفى على عاقل.
ولا يخفى أيضًا ما في كلام المؤلف من التجني على أبي هريرة ﵁ وإلصاق العيوب به مع أنه كان بريئا منها فالله يجازيه على ذلك بعدله.
فصل
وقال المؤلف في صفحة (٦١) ما نصه
اتفاق أبو هريرة وكعب في خرافة الشمس والقمر، روى البزار عن أبي هريرة أن النبي - ص - قال إن الشمس والقمر ثوران في النار يوم القيامة فقال الحسن وما ذنبهما فقال أحدثك عن رسول الله وتقول ما ذنبهما، وهذا الكلام نفسه قاله كعب الأحبار بنصه فقد روى أبو يعلى الموصلي قال كعب الأحبار يجاء بالشمس والقمر يوم القيامة كأنهما ثوران عقيران فيقذفان في جهنم يراهما من عبدهما (ص ٢٢٢ حياة الحيوان).
والجواب أن يقال أما قوله «اتفاق أبو هريرة» فصوابه «اتفاق أبي هريرة» وأما قوله في خرافة الشمس والقمر.
فجوابه أن يقال إن المخرف في الحقيقة من يرد الأحاديث الصحيحة بغير حجة قاطعة، ولا شك أن المؤلف وأبا رية أولى بوصف التخريف لما في كلامهما من الجراءة على نبذ الأحاديث الصحيحة واطراحها بأساليب من الهوس، فكلامهما في رد الأحاديث الصحيحة يشبه كلام المخرفين الذين يتكلمون من غير شعور.

1 / 298