274

الرد القويم على المجرم الأثيم

الناشر

الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٠٣ هـ

مكان النشر

الرياض - المملكة العربية السعودية

تصانيف

وأما الوهط فأرض تصدق بها عمرو بن العاص كان يقوم عليها».
وأما أبو الحسن ابن الأثير فقال في كتابه «أسد الغابة، في معرفة الصحابة ما نصه قال مجاهد أتيت عبد الله بن عمرو فتناولت صحيفة تحت مفرشه فمنعني قلت ما كنت تمنعني شيئًا قال هذه الصادقة فيها ما سمعت من رسول الله ﷺ ليس بيني وبينه أحد، إذا سلمت لي هذه وكتاب الله والوهط فلا أبالي علام كانت عليه الدنيا، قال ابن الأثير والوهط أرض كان يزرعها.
وأما قول أبي رية إن الصحيفة الصادقة أدعية وصلوات فهو مردود بقول عبد الله بن عمرو ﵄ أن فيها ما سمعه من النبي ﷺ ليس بينه وبينه أحد، وكذلك ما ذكره ابن قتيبة عن مغيرة أنه قال ما يسرني أنها ليس بفلسين هو مردود بقول عبد الله بن عمرو ﵄، وما أبشع هذا القول من مغيرة إن كان ثابتا عنه وكذلك إيراد ابن قتيبة له في كتابه «تأويل مختلف الحديث» مستبشع أيضًا لما في ذلك من رد الأحاديث التي سمعها عبد الله بن عمرو ﵄ من النبي ﷺ والاستخفاف بشأنها، ولعل مغيرة وابن قتيبة لم يثبت عندهما قول عبد الله بن عمرو ﵄ أن الصحيفة الصادقة فيها ما سمعه من النبي ﷺ وكتبه بإِذنه أو أنهما ظنا أن الصحيفة هي مما أصابه يوم اليرموك من كتب أهل الكتاب فلهذا قال مغيرة ما قال ونقله عنه ابن قتيبة وأقره.
وأما قول المؤلف تبعًا لأبي رية إن أبا هريرة ﵁ لم يحفظ القرآن.
فجوابه من وجوه أحدها أن يقال لم يسند أبو رية هذا القول إلى مصدر موثوق به، والأحرى أن ذلك من كيسه، وما يدريه قاتله الله أن أبا هريرة ﵁ لم يحفظ القرآن (أعنده علم الغيب فهو يرى)، وقد ذكر ابن كثير في «البداية والنهاية» عن ابن جريح عمن حدثه قال قال أبو هريرة ﵁ إن أجزئ الليل ثلاثة أجزاء فجزءًا لقراءة القرآن وجزءًا أنام فيه وجزءًا أتذكر فيه حديث رسول الله ﷺ، وهذا يدل على أنه كان حافظا للقرآن.
الوجه الثاني أن يقال قد ذكر ابن سعد في الطبقات من جمع القرآن من أصحاب رسول الله ﷺ وذكر منهم أبا هريرة، وفي هذا أبلغ رد على المؤلف وأبي رية.

1 / 273