جزء من الكلام على حديث شداد بن أوس «إذا كنز الناس الذهب والفضة»
محقق
أبي مصعب طلعت بن فؤاد الحلواني
الناشر
الفاروق الحديثة للطباعة والنشر
رقم الإصدار
الثانية
سنة النشر
١٤٢٤ هـ - ٢٠٠٣ م
تصانيف
والمقصود هنا شرح الكلمات التي أمر النبي ﷺ بكنزها، وأشار إِلَى أن نفعها خير من الذهب والفضة، وهي تتضمن طلب العبد من ربه لأهم الأمور الدينية.
فقوله ﷺ: "أَسْأَلُكَ الثَّبَاتَ فِي الأَمْرِ" المراد بالأمر: الدين والطاعة.
فسأل الثبات عَلَى الدين إِلَى الممات ﴿إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا﴾ (١) الذين قالوا: ربنا الله كثير، ولكن أهل الاستقامة قليل.
كان عمر يقول في خطبته: "اللهم اعصمنا بحفظك، وثبتنا عَلَى أمرك".
فالاستقامة والثبات، لا قدرة للعبد عليه بنفسه، فلذلك يحتاج أن يسأل ربه.
كان الحسن إذا قرأ: ﴿إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا﴾ (١) يقول: اللهم أنت ربنا، فارزقنا الاستقامة.
كان النبي ﷺ كثيرًا ما يقول: «يَا مُقَلِّبَ القُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ».
فقِيلَ لَهُ في ذلك، فَقَالَ: "إِنَّ القَلْبَ بَيْنَ أصْبَعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ الرَّحْمَنِ، إِنْ شَاءَ أَنْ يُقِيمُهُ أَقَامَهُ وإِنَّ شَاءَ أَنْ يُزِيغُهُ أَزَاغَهُ" (٢).
وفي رواية الترمذي (٣): قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، آمَنَّا بِكَ وَبِمَا جِئْتَ بِهِ، فَهَلْ تَخَافُ عَلَيْنَا؟ فَقَالَ: "نَعَمْ" ثم ذكر الحديث.
كيف يأمن من قلبه بين أصبعين؟
كيف يطيب عيش من لا يدري بما يختم له؟
_________
(١) فصلت: ٣٠.
(٢) أخرجه أحمد (٦/ ٩١، ٢٥٠)، والنسائي وفي "الكبرى" كما في "تحفة الأشراف" (١١/ ٦٠٥٩) من حديث عائشة.
وأخرجه أحمد (٣/ ١١٢، ٢٥٧)، والترمذي (٢١٤٠)، وابن ماجه (٣٨٣٤)، من حديث أنس. قال أبو عيسى: هذا حديث حسن.
وأخرجه الترمذي (٣٥٨٧) من حديث عاصم بن كليب الجَرْمِي عن أبيه عن جده. قال أبو عيسى: هذا حديث غريب من هذا الوجه.
(٣) برقم (٢١٤٠)، وحسنه.
1 / 339