194

غرر البيان من سورة يوسف ﵇ في القرآن

الناشر

دار الفاروق للنشر والتوزيع

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٣١ هـ - ٢٠١٠ م

مكان النشر

عمان

تصانيف

فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا (١١٣)﴾ [النِّساء]. فالنَّبيُّ - ﷺ - ما كان إلَّا من جملة الغافلين عن قصَّة يُوسُفَ وغيرها، قال تعالى: ﴿نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ (٣)﴾. فإخبارُ النَّبِيِّ - ﷺ - عن قصَّة يُوسُفَ وباقي القصص الماضية مع أنَّه - ﷺ - لم يكن حاضِرًا تلك القرون الخاليات والرُّسوم الدَّارسات، ولم يكن حاضرًا تلك الأمم الغَابِرة الَّتي سَادت ثمَّ بَادَتْ دَلِيلٌ قَاطِعٌ على صدق نبوَّته - ﷺ ـ، وعلى ربَّانية القرآن الكريم. والآيات الَّتي فيها استدلالٌ على نبوَّة سيِّدنا محمَّد - ﷺ - وإثباتٌ لرسالته بدليل إخباره عن القصص الَّتي مضت من مددٍ مديدة، وعهود بعيدة، والجاري الإِخبار عنها مجرى الإِخبار عن الغُيُوبِ، والَّتي لا يمكن معرفتها إلَّا من جهة الوحي كثيرة، نحو قوله تعالى: ﴿وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلَامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ (٤٤)﴾ [آل عمران] وقوله تعالى: ﴿وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الْغَرْبِيِّ إِذْ قَضَيْنَا إِلَى مُوسَى الْأَمْرَ وَمَا كُنْتَ مِنَ الشَّاهِدِينَ (٤٤)﴾ [القصص] وقوله تعالى: ﴿وَمَا كُنْتَ ثَاوِيًا فِي أَهْلِ مَدْيَنَ تَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا وَلَكِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ (٤٥)﴾ [القصص] وقوله تعالى: ﴿وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا وَلَكِنْ رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ ... (٤٦)﴾ [القصص] وقوله تعالى: ﴿مَا كَانَ لِيَ مِنْ عِلْمٍ بِالْمَلَإِ الْأَعْلَى ... إِذْ ... يَخْتَصِمُونَ (٦٩) ... إِنْ ... يُوحَى ... إِلَيَّ ... إِلَّا أَنَّمَا أَنَا ... نَذِيرٌ ... مُبِينٌ (٧٠)﴾ [ص]. فالآيات صريحة في أنَّ هذه القصص على لِسَان النَّبِيِّ - ﷺ - إنَّما هي آية من آيات الوحي، وأَمَارة من أمارات النُّبوَّة ﴿تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنْتَ تَعْلَمُهَا

1 / 200