غرر البيان من سورة يوسف ﵇ في القرآن
الناشر
دار الفاروق للنشر والتوزيع
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٣١ هـ - ٢٠١٠ م
مكان النشر
عمان
تصانيف
﴿نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَنْ نَشَاءُ وَلَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (٥٦)﴾ كيُوسُفَ، فهو خَلِيقٌ بالأجْرِ والثَّوابِ لأنَّه كان محسنًا، والمستقبل نتيجة الماضي، فرحمتنا ثمرة إحسانه السَّابق، و﴿هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ (٦٠)﴾ [الرَّحمن]
وفي قوله تعالى: ﴿وَلَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (٥٦)﴾ تنبيه إلى أنَّ المحسنينَ لا يفوتهم جزاء إحسانهم، فمَن يؤمن بالله تعالى ويعمل الصَّالحات، ويغرس في مغارس الخير؛ فإن الله تعالى لا يضيع أجْرَ من أحسن عملًا.
﴿وَلَأَجْرُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ﴾ وأجلُّ بكثير ﴿لِلَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ (٥٧)﴾ كيُوسُفَ وأمثالِه.
وهكذا أُسْدِل السِّتارُ على قصَّة امتحان يُوسُفَ بالشِّدَّة بتولّيه خزائن أرض مصر، ويكون بذلك قد انتقل من الاختبار بالبلاء إلى الاختبار بالرَّخاء.
وقد اخْتُبِرَ - ﵇ - بالشَّر ليظْهر الصَّبْر، وبالخير ليتَبَيَّن الشُّكر.
تَعَلَّمْ عَدَم الحسد
نتعلم عدم الحسد لمَّا نَعْلَم أنَّه يوجد في التَّاريخ مَنْ كان عبدًا اشتري بالمال، ثمَّ دخل السِّجن أعوامًا، ثم ترقَّى بعد ذلك إلى أرفع الدَّرجات، وصار في أحسن الأحوال:
دعِ المَقادِيرَ تَجري فِي أَعِنَّتِها ... ولا تَبيتَنَّ إلَّا خَاليَ البال
ما بَيْنَ رمشةِ عَيْنٍ وانتباهتِها ... يُغَيِّرُ اللهُ مِنْ حَالٍ إلى حَال
الحديثُ أدلُّ على الرَّجلِ من لباسِهِ
حينما علم ملكُ مِصْر أَمْرَ يُوسُفَ، قال: ﴿ائْتُونِي بِهِ﴾ وحينما أجرى التَّحقيق، قال: ﴿ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي﴾ فلمَّا جاءه وكلَّمه وناقشه وسمع بيانه رفع محلَّه
1 / 122