غرر البيان من سورة يوسف ﵇ في القرآن
الناشر
دار الفاروق للنشر والتوزيع
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٣١ هـ - ٢٠١٠ م
مكان النشر
عمان
تصانيف
وقد اشتغل في جمْعِ الوجوه والنَّظائر في القرآن الكريم جمْعٌ من العُلماء، ولا يَعْلمُ قَدْرَ هذه الوجوهِ مثل مَنْ عَلِمَ حصرها، وهذه الوجوه فيها ما فيها من دقائق وحقائق لا توجد في كلام البشر: ﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ (٤٤)﴾ [النّور].
الشُّهود على براءة يُوسُفَ
تضافرت شهادات عديدة على براءة يُوسُفَ، فقد شهدت ببراءَته الشُّهود:
أولًا: شهادة الله تعالى، القائل: ﴿كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ﴾، ﴿وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا (١٢٢)﴾ [النِّساء] ﴿وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ (٤)﴾ [الأحزاب] والله أكبر شهادة.
ثانيًا: شهادة الشَّيطان عينه ﴿قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (٨٢) إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ (٨٣)﴾ [ص]، فأقرَّ بأنَّه لا يمكنه إغواء المُخْلَصين، ويُوسُفُ من المُخْلَصين؛ لقوله تعالى: ﴿إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ (٢٤)﴾.
ثالثًا: شهادة يُوسُفَ الَّتي ذكرها الله في قوله: ﴿هِيَ رَاوَدَتْنِي عَنْ نَفْسِي﴾، وقوله: ﴿رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ﴾، وقوله أوَّل الأمر: ﴿مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ (٢٣)﴾ رابعًا: شهادة الشَّاهد من أهلها: ﴿وَإِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِنَ الصَّادِقِينَ (٢٧)﴾.
خامسًا: شهادة العزيز، فقد قال لزوجته لمّا رأى قميص يُوسُفَ قد من دُبُر: ﴿إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ (٢٨)﴾ وقال لها: ﴿وَاسْتَغْفِرِي لِذَنْبِكِ إِنَّكِ كُنْتِ مِنَ الْخَاطِئِينَ (٢٩)﴾.
سادسًا: شهادة النِّسوة: ﴿وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَنْ
1 / 118