بحث عقدي في لفظ السيد
الناشر
الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
رقم الإصدار
السنة السادسة والثلاثون العدد (١١٢) ١٤٢٤هـ/٢٠٠٤م
تصانيف
المبحث الخامس: إطلاق هذا اللفظ على المبتدع
لقد اشتد السلف - رحمهم الله تعالى - على أهل البدع، ونهوا عن تعظيمهم وإكرامهم، وذلك لما لهم من الخطر على الإسلام وأهله.
وقد جاءت النصوص عنهم محذرة من ذلك.
قال إبراهيم بن ميسرة (ت ١٣٢) - رحمه الله تعالى ـ: «من وقر صاحب بدعة، فقد أعان على هدم الإسلام» (١).
وبنحو ذلك قال الفضيل بن عياض (٢) (ت ١٨٧).
وكان طاوس (ت١٠٦) - رحمه الله تعالى - يطوف بالبيت، فلقيه معبد الجهني (ت ٨٠)، فقال له طاوس: أنت معبد؟ قال: نعم، فالتفت طاوس إلى من معه وقال: «هذا معبد، فأهينوه» (٣).
بل حكى الإمام أبو إسماعيل الصابوني (ت ٤٤٩) إجماع أهل السنة والجماعة على وجوب قهر أهل البدع وإذلالهم، فقال: «واتفقوا - مع ذلك - على القول بقهر أهل البدع وإذلالهم وإخزائهم، وإبعادهم وإقصائهم، والتباعدعنهم، ومن مصاحبتهم ومعاشرتهم، والتقرب إلى الله ﷿ بمجانبتهم ومهاجرتهم» (٤).
فالسلف - رحمهم الله تعالى - يرون إذلال أهل البدع وقهرهم، ترك الانبساط معهم، والسلام عليهم، ومؤاكلتهم، ومجالستهم، فضلا عن تقديمهم
_________
(١) أخرجه ابن بطة في الإبانة الصغرى (ص١١٣)، واللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة (١/ ١٣٩).
(٢) ذكره ابن بطة في الإبانة الصغرى (ص١١٣).
(٣) أخرجه اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة (٢/ ٦٣٨).
(٤) عقيدة السلف وأصحاب الحديث (ص١٣٤).
1 / 204