بحث عقدي في لفظ السيد
الناشر
الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
رقم الإصدار
السنة السادسة والثلاثون العدد (١١٢) ١٤٢٤هـ/٢٠٠٤م
تصانيف
المطلب الرابع:
في بيان تحريم إطلاق لفظ (سيد ولد آدم) أو (سيد الناس)
أو (سيد الكل) ونحوها على أحد غير النبي ﷺ
إن مما اختص الله - تعالى - به نبيه محمدا -؟ - وفضله به على سائر الناس: كونه سيد ولد آدم في الدنيا والآخرة (١)، فهذه الميزة لا يشركه فيها أحد، وعليه، فلا يجوز منازعته -؟ - في الخصيصة، وذلك بوصف أحد بها.
قال ابن القيم (ت ٧٥١) - رحمه الله تعالى ـ: «وكذلك تحريم التسمية بسيد الناس، وسيد الكل، كما يحرم سيد ولد آدم، فإن هذا ليس لأحد إلا لرسول الله -؟ - وحده، فهو سيد ولد آدم، فلا يحل لأحد أن يطلق على غيره ذلك» (٢).
وقد ذكر الحافظ السيوطي (ت ٩١١) - رحمه الله تعالى - أن (السيد) من أسماء النبي -؟ - وبين معناه، فقال: «وهو الرئيس الذي يتبع وينتهى إلى قوله، وقيل: السيد في الدين، وقيل: الحسن الخلق، وقيل: الذي يطيع ربه، وقيل: الفقيه العالم، وقيل: الذي ساد في العلم والعبادة والورع، وقيل: الحليم، وقيل: التقي، وقيل: الذي لا يغضب، وقيل: الكريم على الله، وقيل: الكبير، وقيل: الذي لا يحسد، وقيل: المطاع، وقيل: الذي يفوق أقرانه في كل شيء من الخير، وقيل: القانع بما قسم له، وقيل: الراضي بقضاء الله، وقيل: المتوكل على الله، وقيل: الذي عظمت همته أن يحدث نفسه بدار الدنيا» ثم قال: «ونبينا ـ
_________
(١) انظر: المواهب اللدنية للقسطلاني (٤/ ٦١٧)، مرشد المحتار إلى خصائص النبي المختار لابن طولون (ص٣٩٤).
(٢) تحفة المودود بأحكام المولود (ص١١٥).
1 / 197